هل يحتكر المسلمون الجنة وهل النار هى المصير المحتوم لباقي الأمم ؟

يسأل كثير من المسلمين هل يحتكر المسلمون الجنة وهل النار هى المصير المحتوم لباقي الأمم ؟ ، وهل يدخل المسلمون فقط الجنة ؟ وهل باقي الأمم كتب عليها أن تكون في النار ؟ فكرة الجنة والنار فكرة موجودة في كل الأديان السماوية ، وبصفة عامة فإن فكرة الثواب والعقاب في العالم الآخر موجودة في كل الأديان بما فيها الأديان البدائية التي عرفها الإنسان قبل نزول الرسالات السماوية، ولكن بعد أن نزلت الرسالات السماوية، ثم رسالة الإسلام الخاتمة لهذه الرسالات أصبحت فكرة الجنة والنار موجودة في إطر دينية وشرعية يمكن تتبعها من خلال نصوص شرعية في القرآن وفي السنة المشرفة، ولكن هل يحتكر المسلمون الجنة وهل النار هى المصير المحتوم لباقي الأمم ؟

اقرأ أيضا : أهل الفترة من هم ولماذا يدخلون الجنة بغير حساب.. تعرف على رأي الأشاعرة والشافعية

هل يحتكر المسلمون الجنة ؟ هذا ما جاء في القرآن الكريم

يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز : " من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" ، وحول قول الله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ، قال بشر ،عن يزيد ، عن سعيد ، عن قتادة ، قوله ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) : إن الله تبارك وتعالى ليس يعذب أحدا حتى يسبق إليه من الله خبرا ، أو يأتيه من الله بينة ، وليس معذبا أحدا إلا بذنبه، وهذا التفسير للأية القرآنية هو ما جعل التابعين يتقفون على مصطلح أهل الفترة، وأهل الفترة هو مصطلح يطلقه الباحثون في شأن العقيدة الإسلامية على الناس الذين لم ينزل إليهم رسول ولا نبي ولم يتبعوا أحد الأديان السماوية. بمعنى أنهم مجموعة من الناس عاشوا في ظروف جغرافية أو وقتية معينة، لم يرسل لهم داع ولم تصلهم رسالة سماوية، وهو ما جعل جمهور من العلماء يذهبون إلى أن الدعوة إلى الله تجب على كل مسلم ، لكنها فرض على الكفاية ، وإنما يجب على الرجل المعين من ذلك ما يقدر عليه إذا لم يقم به غيره ، وهذا شأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتبليغ ما جاء به الرسول ، ولكن يبقى السؤال بدون إجابة ، هل الشعوب التي تصل له صورة الإسلام مشوهة ومغلوطة ومنقوصة هل هم من أهل الفترة ؟ هل الصياد في ايسلندا أو عامل المنجم في الكونغو أو ربة البيت في جزر المحيط الهادي سوف يكون مصيرهم جميعا النار لأنهم غير مسلمين ، وهؤلاء جميعا لم تصل لهم دعوة الإسلام ؟ وهل الشعوب المتقدمة التي تملك وسائل العلم والمعرفة ولكن وصلت لهم صورة الإسلام بشكل مغلوط ومشوه سوف يكون مصيرها النار لأنهم غير مسلمين ؟ وهل من واجب هذه الشعوب أن تبحث عن الصورة الحقيقية للإسلام ؟ أم أن واجب المسلمين أن يبلغوا لهم الرسالة بشكلها الصحيح .

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً