نجح علماء الفيزياء في الولايات المتحدة الأمريكية في وضع قواعد نظرية يمكن من خلالها السفر عبر الزمان ولكن للمستقبل فقط وليس للماضي، وهذه القواعد النظرية تسمى علميا باسم Twin paradox، وعلى الرغم من أن التطبيق العلمي لهذه القواعد النظرية لايزال تحت التجربة حاليا إلا أن العلماء لا يستبعدون ذلك بالنظر إلى أن معظم الاختراعات الحالية كانت مجرد أحلاما في الماضي، فهل من الجائز شرعا للمسلم أن يشارك في التجارب العلمية للسفر عبر المستقبل ؟ وإذا نجحت هذه التجارب فهل يكون من الجائز شرعا السفر للمستقبل؟ وهل ينطبق على تجربة السفر للمستقبل الحكم الشرعي للاستنساخ والذي كان أيضا في حكم الأحلام قبل أن يتحول إلى واقع علمي ؟ وما هو رأي الشرع فيما يقوله بعض علماء الدين من أن مثل هذه التجارب تناقض ما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة ؟
السفر للمستقبل هل يتناقض مع أحكام القرآن الكريم ؟
حول هذه التساؤلات أكدت أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية أنه بالنسبة بمثل هذه الأبحاث لا ينبغي المسارعة إلى دعوى تناقُضِها مع الكتاب والسنة؛ لأن الشريعة تستوعب كل الأسقف المعرفية وتتسق مع كل الحقائق العلمية، كما أنها تحث على الاجتهادات البحثية طالما هي في طور البحث الجادِّ والاجتهاد العلمي، بل وتبشر المجتهد فيها بالأجر حتى لو أخطأ ما لم يدَّع غير الحقيقة أو ينفي الحقائق الثابتة، وعلى كلٍّ فالإسلام أكبر من أفهام الناس، والنصوص الشرعية أنزلها الحكيم الخبير الذي يعلم الغيب، فمن النظريات العلمية المشهورة نظرية النسبية لأينشتاين؛ وهي تقتضي في نتائجها -التي ما زال بعضها نظريًّا ومحل بحث مستمر، بل إن بعضها منسوب إلى الفلسفة الفكرية أكثر منه إلى الفيزياء المادية- إمكانية السفر عبر الزمن ورؤية الماضي والمستقبل، وقد جاءت فكرة أينشتاين عن السفر عبر الزمان من تفسيره للزمان بالمكان والمكان بالزمان