يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيىٰ لم نجعل له من قبل سميا، وقصة نبى الله زكريا هى قصة عجيبة وغريبة وفريدة، وهى من قصص الإعجاز القرآن التي تثبت قضية الإيمان، فالفارق بين قضية الإيمان في الشرق وفي الغرب أن قضية الإيمان في الغرب ترتبط بعناصر مادية في الأساس، ذلك ان الشخص في الغرب لا يؤمن إلا بما يرى له وجود مادي على الأرض، فعندما يسمع الشخص الغربي قصة نبي فإن أو ما يطلبه أن تثبت له أن هذا النبى فعلا موجود أو كان موجودا ثم بعد ذلك يناقش باقي التفاصيل، ولحسن الحظ فإن قضية الإيمان في الشرق مختلفة لأنها تتعلق بحوادث وقعت على الأرض في الشرق، فالعربي أو ابن الجزيرة العربية يعرف أين هى الشام وأين هى بيت لحم ويكاد يمشي في هذه المناطق ويتلمس أثار هذه القصص، بينما الشخص في الغرب يسمع عن بلاد بعيد حدثت فيها قصص غريبة وهو ليس متأكدا لا من حدوثها ولم يسبق له أن زار هذه الأماكن، وقد لا يكون متأكدا من أنها موجودة فعلا.
أقرأ أيضا : هل تعلم له سميا لماذا لم يسمى إنسان نفسه الله هذا هو الفارق بين الإيمان في الشرق والغرب
نبى الله يحي أو يوحنا المعمدان كيف تثبت قصته قضية الإيمان في المسيحية والإسلام
ومن هذه القصص التي تكتسب مصداقية مادية ومعنوية قصة نبى الله يحى أو ما يسمى في اللغة السريانية، ويوحنا المعمدان أو يحيى المعمداتي هو من عمّد يسوع المسيح. ولد بحسب الإنجيل يوحنا المعمدان من والدين تقيين وهما زكريا الكاهن وإليصابات ويذكر التقليد المسيحي عين كارم على أنها موطن زكريا وأليصابات أبوي يوحنا المعمدان سابق المسيح. وهو النبي يحيى بن زكريا لدى الديانة الإسلامية ونبي الديانة الصابئية المندائية لدى الصابئة حيث ينسب له كتاب دراشة أد يهيا (تعاليم يحيى) وهو أحد الكتب المقدسة في الديانة المندائية، كما أن يحيى أو يوحنا المعمدان أو يحيى بن زكريا يعتبر نبياً حسب الديانة البهائية، وقد جاءت تفاصيل قصة يوحنا المعمدان او نبى الله يحي في الكتاب المقدس وجاء ذكره في كتب وضعية أخرى وتجمع كل الثقافات على أنه شخص حقيقي موجود فعلا ، وورد اسمه في انجيل لوقا مع قصته المعروفة، كما جاء ذكره بنفس التفاصيل في كل الكتب الوضعية سواء كانت خاصة بديانات وضعية أو بتاريخ الحضارة في منطقة الشرق الأوسط ، كما أن قبر يوحنا المعمدان نفسه عثر عليه أسفل المنطقة الموجود فيها الان المسجد النبوي في دمشق، وتعتبر قصة يوحنا المعمدان دليلا ماديا على الإيمان في المسيحية والإسلام لان والده نبى الله زكريا قد شك في وعد الله له بميلاد يحي بعد أن بلغ من الكبير عتيا وهو الوعد المذكور له في العهد القديم وذكر أيضا بعد ذلك بمئات السنوات في كتب تاريخية ثم ذكره القرآن الكريم بالرغم من أن نبى الله محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن قد اضطلع على إنجيل لوقا ولا على الكتب التي وردت فيها نفس القصة بنفس الاسمين الاثنين ، يوحنا المعمدان ويحي ، وهو إعجاز لأن لم يعرف أبدا أن هناك إنسان من قبل ميلاد يحي أو يوحنا المعمدان قد تسمى بهذا الأسم، كما أخبر ذلك القرآن الكريم.