في حالة تردد اسمه على مسامعك قد لا تتذكره لكن صوره محفورة في ذاكرة مُتابعي السينما والأفلام القديمة، النجم علي الشريف.. عُرف بحدية ملامحه وصوته الأجش وجسده الفحول، أدّى العديد من الأدوار التي جسدت شخصية المعلم في السينما والرجل المتسلط ذو الإطلالة القوية، وعلى الرغم من هذه الهيئة إلا أن زوجته كانت تؤكد أنه طيب القلب هادىء الطباع.
الممثل المشاغب .. من ناشط لممثل سينماوُلد الشريف في يوم 23 يونيو من سنة 1934 ودرس الهندسة لكنه غيّر مجال دراسته إلي كلية التجارة حتى يتفرغ للعمل السياسي، وبعد تخرجه سنة 1965 اشتغل بأحد البنوك، ونشط عمله السياسي، حتى اعتقله عبد الناصر 6 سنوات بتهمة الانضمام لتنظيم شيوعي سري يهدف لقلب نظام الحكم."رُب ضرةٌ نافعة" إذ كان هذا اعتقاله سبب دخوله في عالم التمثيل، حيث قدم مع زملائه وقتها مسرحيات ترفيهية لتسلية أنفسهم في سجنهم، ومع تواجد فنان الكاريكاتير والسيناريست حسن فؤاد في المعتقل رأى بالشريف موهبة يمكن استغلالها.بعدها كتب فؤاد سيناريو فيلم الأرض وبعد خروجهم من المعتقل اختاره يوسف شاهين لتجسيد دور دياب ليكون أول أفلامه وسر شهرته الذي نال بها عدة جوائز كل ذلك وعمره وقتها 34 عامًا ومن ثم قدم الكثير من الأفلام منها الكيف وكراكون في الشارع. قدم بعدها الشريف العديد من الأدوار ولكن مسيرته لم تستمر طويلا حتى وفاته في فبراير سنة 87.مفاجأة وفاتهفي أحد لقاءتها الإعلامية، قالت زوجة الشريف خضرة محمد إمام، أن طريقة موته اذهبت عنها نصف حزنها، كما أوصاها بألا تصرخ "وقت وفاته أعلمني بكل شيء ماله وما عليه ثم قام وردد الشهادتين وقال بعدها: يا حسين مدد جايلكم يا أهل البيت ثم رقد على السرير وسندت رأسه وأحسست بثقلها فقال لي: خلاص أنا في البرزخ ثم توفي رحمه الله عليه وسط ذهولي.كتاب "الحسين" سبب وفاتهقالت زوجته عن الكتاب الذي قرأه وسبب سوء حالته حتى وفاته.. "كان يستعد لافتتاح مسرحيه علشان خاطر عيونك وكان آخر يوم للبروفات وبالتالي هو يوم عرضها وبعد أن أنهى البروفة عاد للبيت ومعه كتاب استشهاد سيدنا الحسين وجلس يقرأ فيه حتى الفجر ثم صلى وقال لي إنه متعب بسبب القولون لأنه انفعل مع الكتاب ومع أحداث مقتل الحسين وبعدها بدء يزداد تعبه وعرق كثيرا فقلت له لنذهب إلى الطبيب ونحن نستعد لذلك قال لي لن نذهب وخلى الولاد ميروحوش المدرسة النهاردة ولا انت تروحي الشغل لأني هموت بعد شوية". وأضافت: استغربت جدا وكرر هو نفس الكلام ثم وصاني على الأولاد وطلب ألا أصرخ. فكانت نهاية غريبة تحدثت عنها الزوجة برضى تام بعد فقدان زوجها.