من الشبهات التي يثيرها بعض دعاة الإلحاد : هل يجبر الله بعض الناس على الكفر؟ ولماذا جعل الله على قلوب الكافرين أكنة وعلى أبصارهم غشاوة وختم علي قلوبهم ؟ وعلى الرغم من أن هذه الشبهة تحاول بعض صفحات الإلحاد على مواقع التواصل الاجتماعي إثارتها في الفترة الأخيرة تحت ستار الحداثة ، إلا أنها شبهة قديمة رد عليه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي قبل نحو نصف قرن من الزمان، عندما قال إن أن الله جل وعلا بين في آيات كثيرة من كتابه العظيم أن تلك الموانع التي يجعلها على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم ، كالختم والطبع والغشاوة والأكنة .
هل يجبر الله الكفار على الكفر ؟
ويذهب الشيخ الشنقيطي إلى أن ما ذكره الله عن الختم على قلوب الكفار أو أبصارهم إنما جعلها عليهم جزاءاً وفاقاً لما بادروا إليه من الكفر وتكذيب الرسل باختيارهم ، فأزاغ الله قلوبهم بالطبع والأكنة ونحو ذلك ، جزاء على كفرهم ، فمن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى: ( بل طبع الله عليها بكفرهم ) ، أي بسبب كفرهم ، وهو نص قرآني صريح في أن كفرهم السابق سبب الطبع على قلوبهم ، وقوله تعالى: ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم )، وهو ما يذهب له أصحاب مذهب الاختيار من القول بأن الإنسان مجبر فقط في بعض الأشياء البعيدة عن الإرادة، والتي لا يمكن أن يتركها الله لحرية إرادته وإلا فسد حاله، كنظام جسمه الداخلى وكخضوع جسده بالكلية لقوانين الطبيعة وهذا من رحمة الله بالإنسان .