عقد وزير الخارجية سامح شكرى، اليوم الاثنين، جلسة مباحثات ثنائية مع نظيره الروسى سيرجي لافروف، وذلك فى إطار اجتماعات صيغة 2+2 بين وزيريّ دفاع وخارجية البلدين، والتى تعقد علي نحو منتظم للمرة الخامسة، حيث بحث الوزيران سبل تطوير العلاقات الثنائية فى كافة المجالات، فضلاً عن العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأوضح المستشار أحمد حافظ المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية فى تصريح صحفى، أن الوزير سامح شكري استهل اللقاء مؤكداً على الزخم الذى تشهده العلاقات المصرية الروسية خلال الفترة الماضية، ومنوهاً إلى زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى روسيا في أكتوبر الماضي وما أسفرت عنه من نتائج مثمرة، ومشدداً على اهتمام مصر بمتابعة نتائج هذه الزيارة، بما يعكس حجم وطبيعة العلاقات التاريخية التي جمعت بين مصر وروسيا طوال العقود الماضية، والتي طالما تميزت بالاحترام المتبادل والحرص على تحقيق المصالح المشتركة بين الشعبين.
وأضاف حافظ، أن الوزيرين تناولا أهم مجالات التعاون الثنائى، حيث نوه شكرى بأهمية مشروع المنطقة الصناعية الروسية فى محور قناة السويس والذى من شأنه أن ينقل العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين إلى مستويات غير مسبوقة من التعاون، كما أنه يوفر نافذة مصرية للسوق الأفريقية ويعزز من فرص التعاون بين مصر وروسيا على الصعيد الأفريقى.
كما أشار شكرى إلى التقدم المحرز فى مشروع إنشاء المحطة النووية في الضبعة، وكذا بالشراكة والتعاون القائم بين البلدين لتطوير منظومة السكك الحديدية ونقل التكنولوجيا الروسية لمصر فى هذا المجال.
واستعرض شكرى لنظيره الروسى التحسن المطرّد فى أداء الاقتصاد المصري خلال الفترة الأخيرة، وما يحظى به من فرص استثمارية واعدة للشركات الروسية، وفى هذا السياق، أكد الوزير شكرى على اهتمام مصر بانعقاد الدورة الثانية عشر للجنة المشتركة المصرية الروسية برئاسة وزيريّ تجارة البلدين قريباً، وبما يسهم في تعزيز مختلف أوجه العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية والتكنولوجية بين البلدين.
هذا، وتطرقت المشاورات إلى سبل تعظيم الاستفادة من الفعاليات الخاصة بعام التعاون الثقافي والإنساني بين مصر وروسيا والمقرر أن تنطلق مع بداية عام 2020، وذلك وفقاً لما تم الإعلان عنه خلال الزيارة الأخيرة لرئيس الجمهورية إلى روسيا. كما أعرب شكرى عن تطلع مصر لاستئناف رحلات الطيران الروسى للمقاصد المصرية السياحية فى أسرع وقت.
وأردف حافظ أن الوزيرين أفردا شقاً كبيراً من مباحثاتهما لتبادل الآراء حول الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث استعرض شكري ركائز الموقف المصرى إزاء التطورات الإقليمية، خاصة ما يتعلق بضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية في كل من ليبيا وسوريا ومواصلة العمل عبر الأطر التفاوضية للتوصل إلي حلول سياسية تضمن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وتحول دون تمدد وانتشار الجماعات الإرهابية. كما تطرق الوزيران إلى القضية الفلسطينية، حيث أعاد شكري التأكيد على الثوابت المصرية فيما يتعلق بسبل التوصل لحل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية عبر إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
هذا، واستعرض شكري الرؤية المصرية حول سبل تحقيق الاستقرار فى دولة السودان الشقيقة، وكذا سبل تعزيز الأمن والاستقرار فى منطقة الخليج على ضوء ما شهدته تلك المنطقة مؤخراً من أحداث وتطورات.
هذا، وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية أن الوزير الروسى أكد من جانبه على الأهمية الخاصة التى توليها بلاده لتطوير العلاقات مع مصر، وحرصها على استمرار التنسيق والتعاون الوثيق مع القاهرة إزاء كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد لافروف فى هذا الصدد على تقدير روسيا للجهود التى تبذلها مصر من أجل التصدي لظاهرة الإرهاب من منظور شامل يراعي الأبعاد الأمنية والفكرية والاقتصادية لتلك الظاهرة، فضلاً عن المساعى المصرية للتوصل لحلول دائمة للازمات فى المنطقة.
كما تطرق لافروف إلى الاستعدادات لقمة روسيا – أفريقيا المقرر عقدها بمدينة سوتشى شهر أكتوبر القادم تحت رئاسة المصرية روسية المشتركة، مشيراً إلى حرص بلاده على التنسيق مع مصر حول المسائل الأفريقية، لاسيما في ضوء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي وأولوياتها في هذا الشأن والمتمثلة فى تعزيز السلم والأمن داخل القارة وتحقيق الاندماج الإقليمى والتكامل الاقتصادى من خلال تنفيذ أهداف أجنده التنمية الأفريقية 2063.