فى أقل من أسبوع تحولت لعبة البوكيمون إلى حديث المدينة فما من صغير ولا كبير الا واقترب من تلك اللعبة التى أحاطت بها العديد من الشبوهات جعلت الاشخاص فى الشوارع يبحثون عن وحوش افتراضية من خلال كاميرات الهواتف الخلوية.
وتقوم اللعبة على تحميل واقع افتراضى للمنطقة التى يعيش فيها الشخص، وتنبهه اللعبة إلى وجود “بوكيمون” فى مكان ما قد يكون معلما بارزا فى المدينة، أو مستشفى، أو متنزها عاما، أو حتى مطعما، أو حديقة منزل خاصة.
ويتعين على اللاعب أو “الصياد” مواجهة “البوكيمون” بكاميرا الهاتف وإمساكه واحتجازه فى كرة “البوكيمون” الشهيرة.
وعلى الجانب الآخر حذرت الأجهزة الأمنية حذرت من استخدام لعبة “بوكيمون جو” داخل المؤسسات الحيوية بالبلاد أو بمحيطها؛ لأنها تسمح بالتقاط صور للأماكن التى يتحرك فيها اللاعب، ما قد يؤدى إلى خلق نوع جديد من أنواع التجسس بطريقة غير مباشرة.
ونقلت عن مصادر أمنية قولها إن بعض المواطنين غير منتبهين للجوانب السلبية لتلك اللعبة، ويمارسونها للتسلية، دون أن يعرف أنها وسيلة للتجسس وتسريب المعلومات، وتحوله إلى “جاسوس مجانى متطوع”.
واتهمت المصادر غالبية المصريين بالجهل بالجوانب التقنية، ما يجعل هذه الألعاب خطرا على الأمن القومى للبلاد، الأمر الذى يستلزم ضبطها ومراقبتها، مؤكدة أن الأجهزة الأمنية تعد الآن دراسات واسعة النطاق بمساعدة مختصين؛ للوقوف على خطورة هذه الألعاب، والتصدى لعمليات التجسس غير المباشر التى تتم عن طريقها.
كما علق حسام القاويش، المتحدث باسم مجلس الوزراء، على انتشار لعبة “بوكيمون جو” بشدة بين الشباب الألعاب، والقلق من أنها قد تشكل خطرا أمنيا على البلاد.
وقال القاويش، إن الحكومة تتابع بجدية هذه اللعبة، التى تنتشر بصورة كبيرة بين المواطنين، وإذا ثبت وجود خطر أمنى منها فستتحرك الأجهزة للتعامل معها على الفور!.
ونفى المتحدث باسم مجلس الوزراء التقارير الصحفية التى تحدثت عن مناقشة اجتماع المجلس لعبة “بوكيمون جو”، باعتبارها من برامج التجسس التى تنتمى لحروب الجيل الرابع، ويمكن استخدامها فى اختراق الأمن القومى.
وأوضح أن هناك “أجهزة متخصصة” معنية بمتابعة مثل هذه الألعاب، وأن دورها يتمثل فى التحقق من إمكانية تسهيل تلك الألعاب ارتكاب أعمال مخالفة للقانون، ووضع الآليات المناسبة للحد من خطورة هذه الألعاب.
كذلك حذر هانى الناظر، الرئيس السابق للمركز القومى للبحوث، من أن لعبة “بوكيمون جو” هى وسيلة سهلة لغاية التجسس، مناشدا مستخدمى الهواتف المحمولة عدم تحميلها أو لعبها”.
وأوضح الناظر، أن هذه اللعبة تتعرف بدقة على تفاصيل حياة الناس الشخصية، وعلى الأماكن التى يترددون عليها، وبالتالى يمكن جمع العديد من المعلومات والصور الشخصية والأماكن المختلفة، التى قد يتم توظفيها لخدمة أهداف استخباراتية، أو ابتزاز الأشخاص، أو استغلالها فى أغراض غير أخلاقية!.
وتابع قائلا: هذه اللعبة تجعلنا “متعرين أمام العالم”.
وعلى المستوى الدينى انتقد الشيخ عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، اللعبة بشدة، وقال إنها هوس ضار بحياة الناس؛ حيث تجعلهم يسيرون كالسكارى فى الشوارع يبحثون عن البوكيمون فى المحلات التجارية وأقسام الشرطة والمصالح الحكومية وبيوت الناس، وربما دور العبادة.
وأضاف شومان، فى تصريحات صحفية: “لا أعرف أين ذهبت عقول الأشخاص الذين يتبعون هذا الوهم حتى تجعلهم يعرضون حياتهم للخطر؛ سعيا وراء هذا العبث الملهى”.
فى حين علق سامح عبد الحميد، القيادى السلفى، فأفتى بأن اللعبة حرام شرعا، موضحا أن اللعبة تشتمل على محاذير شرعية، مثل نظرية النشوء والارتقاء التى نادى بها العالم الشهير تشارلز دارون، كما تشتمل على رموز وشعارات لديانات ومذاهب منحرفة ذات مدلولات خطرة، وتنشر الاعتقاد بأن هناك آله غير الله لها القدرة على الخلق والإحياء، وهو شرك بالله تعالى.
وحذر عبد الحميد، من أن هذه اللعبة هى أحد مظاهر الغزو الفكرى والتأثير على الشعوب العربية والإسلامية، وأن صانعيها ينشرون تلك الألعاب الإلكترونية لنشر بعض العقائد والأخلاق والعادات الفاسدة.