تحولت الطائرات المسيرة إلى سلاح مفاجئ ظهر بقوة في سماء المعركة الجوية، وكانت للجبهة المشتعلة بين المملكة العربية السعودية والميلشيات الحوثية العميلة لايران النصيب الأوفر في عدد ونوعية العمليات التي تستخدم فيها الطائرات المسيرة، وعلى الرغم من قوة الدفاعات الجوية السعودية إلا أن الحوثيين نجحوا في الوصول لأهداف داخل الأراضي السعودية باستخدام الطائرات المسيرة.
الطائرات المسيرة
والشاهد مؤخرا أن الحوثيون نجحوا حتى الان من استهداف المطارات السعودية ومناطق عمليات على الأرض بواسطة طائرات مسيرة ، وحيث نجح الحوثيون في تغيير شكل المواجهة العسكرية من حرب عصابات تمثلها ميلشيات الحوثي في مقابل القوات النظامية التي تدعمها السعودية، إلى أن استطاعت القوات الحوثية الآن استهداف أكثر من هدف في داخل العمق السعودي من خلال الطائرات المسيرة، وهو ما ظهر من خلال استهداف مطارات سعودية أبرزها مطار أبها.
الطائرات القتالية
ولعل المفارقة أن استخدام الطائرات المسيرة ظهر لأول مرة في حرب أكتوبر عام 1973 من جانب إسرائيل عندما بدأت الجيش الإسرائيلي لأول مرة في استخدام طائرات مسيرة للتشويش على الردارات على الجبهة السورية.
لكن في عام 1979 كشفت قيادة القوات الأمريكية الجوية لاول مرة عن استخدام طائرة مسيرة كطائرة استطلاع رئيسي، وفي عام 1986 استخدمت قوات مشاة البحرية الأمريكية طائرة مسيرة كطائرة معاونة لأول مرة، أما في عام 1996 فقد ظهرت في سماء العمليات الجوية طائرة مسيرة للعمليات التكتيكية المشتركة لأول مرة وهى طائرات هنتر التي استخدمتها القوات الأمريكية في مرحلة تالية لاستهداف من تعتبرهم أرهابيون، في الوقت الحالي تطور المؤسسة العسكرية الأمريكية طائرة مسيرة لعمليات تكتيكية مشتركة طويلة المدى.
مسرح العمليات الجوية
وبعد تجارب مختلفة ردت حركة المقاومة الاسلامية حماس التحية للعدو الإسرائيلي بأحسن منها بعد أن نجحت حركة حماس في تطوير الطائرات المسيرة من نوع أبابيل داخل العمق الإسرائيلي وهى طائرة محملة برأس مضاد للدروع.
من جانبها وضعت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية خططا لتطوير استخدام الطائرات المسيرة على نطاق واسع ضمن استراتيجيات الحروب الجوية.
الخبير العسكري صباح شاهر يؤكد أن الطائرات المسيرة يقول إن الطائرات المسيرة بالرغم من أن قيمة الطائرة الواحدة منها قد لا يزيد عن 2 مليون دولار، إلا أن هذه الطائرات المسيرة تقوم بمهام متعددة منها الاستطلاع ومنها التشويش ومنها الهجوم الذي يستهدف معدات أو أفراد، ويشير صباح شاهر إلى أن الاستخدامات الأخيرة للطائرات المسيرة أظهر أن هذا النوع من الطائرات قادرة على ضرب المطارات كما حدث في المواجهات بين الحوثيين وبين السعودية، وفي استهداف الأفراد كما حدث بالنسبة لعمليات اغتيال من يعتبر أنهم إرهابيون من جانب الولايات المتحدة في أكثرمن منطقة في العالم، أو في استهداف المدرعات كما حدث عندما حاولت حركة حماس استهداف مدرعة إسرائيلية بطائرة مسيرة من طراز أبابيل.
ويشير شاهر إلى المرحلة القادمة سوف تشهد المزيد من التطور في استخدام الطائرات المسيرة للدرجة التي يمكن القول معها أنها قد تكون عنصرا جديدا من عناصر الحرب الجوية في المستقبل.
ويطرح شاهر رؤية مفادها أن المستقبل القريب قد يشهد شكلا من أشكال الدمج العملياتي بين الطائرات المسيرة وبين الطائرات القتالية المعروفة تقليديا، ولكن ليس من المعروف متي تصبح الطائرات المسيرة قادرة بمفردها على العمل في سماء الحرب الجوية.
نقلا عن العدد الورقي.