أوضحت الدكتورة شيماء مسلم، أخصائي الطب النفسي بمستشفى العباسية، أن هناك الكثير من المشكلات النفسية التي تحدث للطفل فيما يخص الصدمات، وأهمها الحوادث؛ وأعراضها على الأطفال تكون نفس أعراض الصدمات التي تحدث للبالغين، ويمكن أن تكون أكثر من ذلك، ويحدث أحيانًا تبول لاإرادي في الليل، كما يحدث انحدار في مستوى الطفل الدراسي وناحية النشاط واللعب.
وأشارت "مسلم"، إلى ضرورة تعريف الطفل في حالة فقدان أحد الوالدين أو شخص عزيز عليه في العائلة أو الأصدقاء في وقتها بطريقة مناسبة حتى يمر معهم بنفس مراحل الصدمة كالإنكار، الغضب، الحزن، .. وغيره" ولكن لا يجب أن نخفي الأمر عنهم تمامًا لفترة طويلة لأنه يؤثر عليهم بالسلب ويجعلهم غير قادرين على العيش بطريقة طبيعية ويفقدون الثقة في الآخرين، كما أن الأطفال يحتاجون دعم ومرونة من المحيطين بهم وإذا زادت الأعراض يتم الذهاب فورًا لأحد المتخصصين.
وأضافت أن عدم حضور الطفل، مراسم الدفن والعزاء أو عند مرض الوالدين والكذب عليهم بأنهم مسافرون يعتبر هذا خطأ كبيرًا، كما أن الطفل غالبًا يتصور أسوأ من الواقع.
ومن جهتها، أشارت الدكتورة نعمات علي، الطبيبة النفسية بمستشفى العباسية، أنه عندما يحدث إصابة شخص ما أو وفاة شخص عزيز على الطفل في العائلة ولم نخبره بذلك في وقتها فهذا يؤثر عليه من الناحية النفسية بشكل كبير عند معرفة الأمر ولن يتحدث عن الموضوع تمامًا، وبالتالي سيكون هناك فقد أو عدم وجود ثقة في الأخرين، مشيرة إلى أن من أعراض الصدمات يظهر عليهم التوتر والعنف أثناء اللعب ويبدأ في الانعزال وعدم التواصل مع الأخرين أو البالغين، وإمكانية حدوث العكس أن يبالغ في الحديث مع الأخرين، كما أن تصرفات الأطفال والمراهقين لها معاني كثيرة، فـ المراهقين يمكنهم الاتجاه أكثر للأصدقاء أو الحصول على مسكنات، وبالتالي النمط يختلف، وإذا حدث ذلك يكون هناك خلل في نموه الطبيعي، ومن المهم معرفة ذلك لأن المكان نفسه الذي حدث فيه الصدمة.
وأشارت "نعمات" إلى أنه أحيانًا يشعر الأطفال أنهم السبب في ذلك، وجزء من التوعية مناقشة الطفل في الصدمات والأجواء الحزينة وأنها لا تخصهم، وأحيانا نرى أن الطفل يشعر بأن الشخص الذي توفي تخلى عنه، كما يجب التحدث مع الطفل ومعرفة دائرة معارفه، مؤكدة أن الأطفال والمراهقين أمامهم عمر كامل يمكنهم معيشته بطريقتهم الطبيعية، ومعرفة هل هناك خلل في النوم أو الأكل أو التبول لاإراديًا مثلا والذهاب فورًا للطبيب المختص.