شهدت الجمعة الـ18 من مظاهرات الجزائر اشتباكات بين الشرطة وبعض المتظاهرين الذين رفعوا العلم الأمازيغي واعتقل العديد منهم،وجاءت الاعتقالات عقب تحذير رئيس أركان الجيش أحمد قايد صالح من رفع الرايات غير العلم الوطني الجزائري معتبرا ذلك "محاولة لاختراق المسيرات".
وتظاهر أمس الثلاثاء مئات الطلاب والأساتذة احتجاجا على منع السلطات رفع العلم الأمازيغي الذي كان قد ظهر بكثرة منذ بداية المظاهرات في فبراير 2019، كما طالبوا بإطلاق سراح المعتقلين.
لكن ماهي قصة العلم الأمازيغي؟
العلم الأمازيغي هو تعبير عن ثقافة الأمازيغ في شمال افريقيا، وهو السكان الأصليون في المنطقة، ويقال أن مصمم العلم هو "موحند أعراب مسعود" ناشط في الحركة الأمازيغية، وقد عرضت الاكاديمية الأمازيغية العلم أول مرة في باريس في سبعينات القرن الماضي، وتبناه الكونجرس الأمازيغي العالمي عام 1998.
الوان العلم لها دلالات حيث يرمز اللون الأزرق إلى سواحل المنطقة، و الأخضر لخضرة الجبال، والأصفر للصحراء الكبري ويتوسط العلم حرف "الزي" يرمز في اللغة الامازيغية بـ"الرجل الحر"
اقرأ أيضاً.. متظاهري الجزائر يقذفون شرطيا من أعلى سيارة (فيديو)
ماذا حدث للمعتقلين بسبب رفعهم العلم الأمازيغي في الجمعة الـ18؟
يقول عبد الغني بادي، وهو محامي عدد من المعتقلين، صحيفة الجزائر اليوم إنه لا يوجد في قانون العقوبات الجزائري، ما يمنع رفع الراية الأمازيغية وإنما هناك تجريم لمن يهين العلم الوطني، مشيرا إلى أن اعتقال المتظاهرين بسببها يعد عملا تعسفيا.
وأوضح بادي أن تكييف تهمة إهانة هيئة نظامية في حق هؤلاء، من الأرجح أنه لا يتعلق بالأعلام بقدر ما يتعلق ببعض اللافتات المرفوعة والتي اعتبرتها العدالة إهانة لمؤسسة الجيش.
اقرأ أيضاً.. مظاهرات الجزائر.. تعزيزات أمنية مشددة على مداخل العاصمة تحسبا لتظاهرات مرتقبة
وظهر خلاف على ما كان يقصده قايد صالح في البداية، إن كانت الراية الأمازيغية التي يقول حاملوها إنها تعبر عن هوية ثقافية ولا تنافس العلم الوطني، أم إنها راية "حركة استقلال القبائل" التي ترمز إلى الانفصاليين بمنطقة القبائل التي تعد معقل الأمازيغ في الجزائر.
لكن مع اقتحام الشرطة للمسيرات يوم الجمعة ومصادرتها للرايات الأمازيغية، اتضح أن المسألة تتعدى الأقلية الانفصالية، وهو ما بعث على مخاوف من أن تتطور الأمور إلى إحياء صراع الهوية الذي خمد في الجزائر منذ سنوات.