بعد الإعلان عن المقترح المشترك الأفريقي الأثيوبي الذي نص على تشكيل حكومة من 18 وزيراً،وتشكيل مجلس سيادي من 7 عسكريين و7 مدنيين وشخصية أخرى تنتخب بالتوافق، تتحرك الجامعة العربية بشكل جدي في الملف السوداني فبعد زيارة الأمين العام أحمد أبو الغيط الخرطوم في الـ16 من الشهر الحالي، من المفترض توجه وفد رفيع المستوى إلى السودان الثلاثاء المقبل لمتابعة الاتصالات التي تقوم بها الأمانة العامة مع مختلف الأطراف، هذا إلى جانب اللقاء المهم الذي عُقِدَ اليوم بين أبو الغيط والمبعوث الأميركي بالسودان.
هل ستكون هناك عودة لطاولة المفاوضات؟
استعرض الأمين العام للجامعة العريية أبو الغيط مع المبعوث الأميركي دونالد بوث، اليوم جميع تطورات المشهد السياسي بالسودان في ظل الجهود العربية والإقليمية والدولية المبذولة لمساندة السودانيين من أجل التوصل إلى توافق وطني يُخرج البلد من أزمته الراهنة.
وأطلع الأمين العام المبعوث الأميركي على نتائج زيارته التي قام بها إلى الخرطوم يوم الـ16 يونيو، والتقى خلالها رئيس المجلس العسكري الانتقالي وقيادات القوى والحركات السياسية والمدنية لتشجيع الأطراف السودانية على استئناف الحوار، والعودة إلى طاولة التفاوض، بما يكفل الاتفاق على الترتيبات التوافقية المطلوبة لإتمام عملية الانتقال السلمي للسلطة.
كما استعرض أبو الغيط الجهد الذي تنوي الجامعة العربية الاضطلاع به خلال المرحلة المقبلة في سبيل استعادة جسور الثقة بين الأطراف السودانية، وتقريب وجهات النظر بينها، ودعوتها إلى تجنّب التصعيد، بما يدعم هدف الوصول إلى التوافق الوطني.
المبعوث الأميركي، الذي أنهى زيارته الثانية للخرطوم، عبر عن "حرص الإدارة الأميركية على التشاور مع الجامعة العربية والتعرف على رؤية الأمين العام فيما يخص الوضع الراهن بالسودان، وذلك تأسيساً على المصلحة المشتركة، التي تجمعهما في دعم السودان وشعبه خلال هذه المرحلة الدقيقة".
وكشف أن الجانب الأميركي مهتم بأن يكون هناك تنسيق بين مختلف الجهود، التي تبذلها الدول والمنظمات لدعم السودانيين، من أجل التوصل إلى حل وطني وتوافقي لإتمام الانتقال السلمي للسلطة.
اقرأ أيضاً.. المبعوث الأمريكي في السودان يتفق على نقل السلطة قبل 30 يونيو الجاري
وفد رفيع المستوي سيتوجه إلى السودان
وأكدت الامانة العامة للجامعة العربية، الذي سيتوجه الثلاثاء المقبل إلى الخرطوم مدة يومين، يضم مسؤولين رفيعي المستوى، هما السفير "خليل إبراهيم الذوادي" الأمين العام المساعد للجامعة رئيس قطاع الشؤون العربية والأمن القومي العربي، والوزير مفوض "زيد الصبان" مدير إدارة القرن الأفريقي والسودان.
وأضافت إن الجامعة في عهد الرئيس السابق البشير كان لها دور سياسي نحو التوصل إلى تسويات سلمية بين الحكومة وحركات التمرد من خلال المبادرة التي اختطفتها قطر، وسُميت بالمبادرة القطرية أثناء مشكلة دارفور، وبالتالي لن تتخلى عن دورها بالوقت الحالي تجاه السودان وشعبه.
اقرأ أيضاً.. حميدتي: لا يوجد لدى روسيا أجندة في السودان
وجاءت تحركات الجامعة وزيارة الأمين العام الأخيرة السودان في توقيت متأخر نسبياً، حيث كان من المتوقع أن يكون التحرك مبكراً عن ذلك، ويجب أن يكون أيضاً في إطار من التنسيق والتشاور مع الاتحاد الأفريقي، باعتبار أن السودان دولة عربية أفريقية وعضو في المنظمتين، والاتحاد الأفريقي يكاد ينفرد طوال السنوات الماضية بمحاولة تسوية المشكلات في السودان منفرداً.
وأضافت الجامعة من الواضح توجه الجامعة في هذا الإطار ودعم عملية التفاوض والحل السلمي، وعدم اللجوء إلى العنف في الوقت نفسه، والتحرّك مع كل القوى والأحزاب السياسية بهدف التحول إلى مواقف إيجابية تشارك فيها كل القوى، والحيلولة دون دخول أي أطراف أجنبية، أو حتى وساطات ربما يكون فيها قدرٌ من التحفّظ لمواقف بعض الدول.
يذكر أن الأمين العام أحمد أبو الغيط أكد عقب زيارته الخرطوم، أن "الجامعة كانت وستظل ملتزمة بتقديم كل أشكال العون والمساندة للسودان، تأسيساً على المقررات ذات الصلة التي اعتمدها مجلس الجامعة على مستوى القمة".
وشدد الأمين العام، خلال لقاءاته بالخرطوم، على أن "الجامعة العربية تقف مع جميع أهل السودان بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم، وستكون مرافقة لهم لعبور تحديات المرحلة الراهنة، وتشجيعهم على مواصلة الحوار والعودة إلى طاولة التفاوض وعدم الجنوح عن المنهج السلمي للتوصل إلى توافق وطني عريض يعلي مصلحة الدولة، ويلبي تطلعات أبنائها".