منسي لا ينسى.. أسرار وحكايات عن الشهيد أحمد منسي يرويها أبطال الصاعقة

كتب : هند هيكل

اشتهر الشهيد أحمد منسي بالكفاءة بين زملائه منذ أن كان طالبًا بالكلية الحربية، فهو خريج الدفعة 92 من الكلية الحربية بمصر، والتحق بالعمل فى صفوف القوات المسلحة وتولى منسي قيادة الكتيبة 103 صاعقة بشمال سيناء، ثم قيادة الكتيبة 103 صاعقة، خلفًا للعقيد رامي حسنين، في 2016 .

أنشأ منسي قبل استشهادة صفحة له على موقع التواصل الاجتماعي الشهير "فيسبوك" من أجل جمع الأشخاص ومحاولة منه لتغيير سلوكياتهم للأفضل من أجل مصر، ولذلك سمى الصفحة باسم "مصر"، والتي أصبح أقاربه وأصدقاؤه ومحبيه يترددون عليها يوميًا لسرد ذكرياتهم معه، كما أنهم يقومون من خلالها بتنفيذ وصيته وذلك بزيارة مستشفى السرطان 57357 للتبرع بالدم للأطفال والمرضى المصابين.

جاءت الروايات كثيرة ومختلفة على لسان أصدقائه ومن تعامل معه حيث يروي الرائد "أ.ح".. الدفعة ١٠٢ حربية علاقته بالشهيد منسي قائلًا :"كنت بكرهه.. ومن كتر ماكنت بكرهه كنت شمتان فيه لما شوفت صورته وهو مصاب في عملية قبل مايستشهد بفترة صغيرة"... دي كانت اول جمله قالها صاحب الموقف لما بدأنا نحكي عن القائد منسي".

وأردف: "القائد منسي الله يرحمه علقني علشان شافني مش لابس الخوذة بتاعتي..وهو كان منبه علينا محدش يقلع خوذته نهائيا، وكنا الساعة ٢ بالليل في عز الشتاء في التلج.. وقام منزلني البركة اتبليت طلعني وقالي على الله يافدائي تقلع الأفرول "علشان أفضل بردان".

وتابع : "لكن أول ماسمعت خبر استشهاده فضلت أسبوع متواصل كل ماأجي أدخل أنام أفضل أعيط بالظبط ٣ ساعات.. حزنا عليه وكأن ربنا من حبه فيه زرع حبه في قلبي وحول الكره اللي جوايا ليه لحب وكأنه أبويا أو أخويا.. وفي الوقت ده فهمت إنه كان بيقسى علينا علشان نتعلم الرجولة.. كان عاوزنا نبقى زيه.. ومن قصة استشهاده فهمت كمان إنه كان معدي حدود الرجولة".

ونشر أحد أصدقاؤه : "من المواقف المضحكة للقائد، وهو معروف بدمه الخفيف، كان طالع بعربيته مروح، وفي خدمة طبعا علي بوابة الكتيبة، وبوابة الكتيبة حديد كبير، ومش ثابتة، الباب بيتمرجح كده ويروح ويجي . 

وأكمل : "فالقائد خارج بالعربية، وفيه صديق ليا واقف خدمة فطبيعي فتح الباب وبيديله التحية العسكرية، قام القائد بخفة دمه قاله لالالا تحية عسكرية ايه امسك الباب .. الباب لو حك العربية هنزل احكلك وشك هههه فالعسكري ضحك هو واللي معاه ومسك الباب .. فالقائد ابتسملهم وقاله يلا سلام ، عايزين حاجة ..ومشي ...".

كما يروي الرائد حسين عبدربه.. الدفعة ١٠٢ حربية : "كنت مرة في دورية صاعقة في البحر الأحمر، أو في الإسكندرية، مش فاكر بالتحديد، وأثناء الراحة بتاعة نصف الدورية رجلي كانت تعبتني جدا جدا، وفضلت قاعد على الأرض وكان وقت صلاة المغرب فخلعت البيادة عشان أتوضى وأصلي ومكانش ينفع إني ألبسها تاني عشان تضخمها بسبب تركيز الدم فيها، وفجأة شافني القائد منسي، رحمة الله عليه، كان نقيب وقتها، وكنت بصلي وأنا قاعد على الأرض، ومكنتش قادر أقف على رجلي".

وتابع : "قالي القائد منسي: "هقولك على نصيحة للزمن من أخ لأخوه الصغير، وافتكر إنه في نقيب اسمه أحمد منسي قالهالك في يوم من الأيام: "أنا قعدت 112 أسبوع فدائي(مجموع عدد اسابيع فرقة الصاعقة الراقية، سيل مصر رقم ١، و سيل امريكا رقم ٢٥٨) وعمري ماصليت وأنا قاعد، وأوعى في يوم من الأيام تستخسر صحتك في ربنا، طالما إنك عايش وفيك نفس، حتى وأنت تعبان تعالى على نفسك علشان ربنا، وعلشان ربنا وبس يقف معاك دايما، سواء كويس أو تعبان".

كما نشر أحد أصدقاؤه ڤيديو قام الشهيد منسي بتصويره في طريقه أثناء عودته من مكان إقامته خلال إحدى المأموريات بألمانيا "الدورة التدريبية لحلف الناتو" عام 2015

حيث علق عليه قائلًا : "كان أول يوم محاضرات تاني يوم وصوله لألمانيا وهو كان وصل بالليل متاخر وطبعا المحاضرات بدري ركب الاتوبيس اللي هيوصلهم لمقر المحاضرات وبعدين وهو راجع اتاخر ع الاتوبيس واضطر يرجع لوحده مواصلات ولحظة مكنش معاه العنوان اللي بيقيم فيه فقرر يسأل الناس، فمحدش قدر يساعده لانه مش عارف العنوان لحد اخيرا لقى حد ابن حلال فضل معاه لحد موصله للمكان، واثناء ما بيدور ويتمشى في الشارع قال لما يتسلى شويه فصور فيديو بسيط بس غالي على قلوب كل اللي بيحبوه".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً