سيطرت السلطات التركية على محاولة الانقلاب العسكري، التي أعلنها الجيش مساء أمس الجمعة، في بادرة ليست بجديدة على «أنقرة»، حيث شهد التاريخ التركي الحديث على مدار الخمسة عقود المنصرمة، أربعة انقلابات أخريات، كان أولها في الـ 27 من مايو لعام 1960، حين وقع أول انقلاب عسكري أطاح بالحكومة الديمقراطية المنتخبة ورئيس البلاد.
وقد قام 38 ضابطا برئاسة الجنرال «جمال جورسيل» بالسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد، وأحال الانقلابيون، في هذا الوقت 235 جنرالاً وقرابة الـ 5000 ضابط، بينهم رئيس هيئة الأركان إلى التقاعد، بالإضافة إلى وقف نشاط الحزب الديمقراطي واعتقال رئيس البلاد آنذاك «جلال بايار» (حكم عليه بالسجن مدى الحياة) ورئيس الوزراء وقتها «عدنان مندريس» (حكم عليه بالإعدام).
وفي 12 مارس 1971م، جاء ثاني انقلاب عسكري في تاريخ دولة «أتاتورك»، والذي عُرف باسم «انقلاب المذكّرة»، حيث أرسل الجيش مذكّرة عسكرية لهيئة الرئاسة بدلاً من الدبابات، والتي استخدمت في الانقلاب الأول.
وفي 12 سبتمبر 1980م، حدث انقلاب الثالث المعروف باسم «كنعان إيفرين»، الذي أعقبته حالة قمع سياسي غير مسبوقة، وهو من أشهر الانقلابات في التاريخ التركي لما تبعها من قمع ودموية أشد من سابقيها، حيث تولى «إيفرين» رسمياً رئاسة الجمهورية التركية، في 9 نوفمبر 1982م، والذي استمر حكمه حتى 1989م .
أما عن الانقلاب الرابع الذي شهده 1997م حدث ما سمي بـ «الانقلاب الأبيض» أو «انقلاب ما بعد الحداثة» وكان على حكومة «نجم الدين أربكان»، حيث حدث بعد وصول حزب الرفاه إلى السلطة سنة 1995، ووصل وحليفه الطريق القويم ليصبح الزعيم الإسلامي الراحل «أربكان» رئيسا للوزراء، كأول رجل ذي توجّه إسلامي صريح يصل إلى السلطة، وهو الأمر الذي أغضب العلمانيين ودعاهم إلى تحريك الأذرع العسكرية ضد الحكومة المنتخبة.