يسأل بعض المسلمين عن وجود بدعة حسنة يمكن ابتداعها واتباعها من جانب باقي المسلمين ، فهل هناك بدعة حسنة ؟ حول هذا السؤال قالت الأمانة العامة لدار الافتاء المصرية أن الحديث النبوي جاء فيه ما يشير لما يمكن وصفه بأنه بدعة حسنة، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه واله وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» متفق عليه، ومفهوم هذا الكلام النبوي البليغ أن من أحدث فيه ما هو منه فهو مقبول؛ تماما كما فعل سيدنا عثمان رضي الله عنه في الأذان الثاني يوم الجمعة، وكما ورد في الحديث الوارد في السؤال، وهذا هو فهم الأئمة والمذاهب الفقهية المتبوعة، ولو لم نقل بذلك لضاقت على الناس معايشهم ولأصبح واجبا عليهم ترك كثير من أمور حياتهم ومعيشتهم.
البدعة الحسنة في الدين مشروعيتها وشروطها
كما أشارت الأمانة العامة لدار الإفتاء المصرية إلى أن العلماء يقسمون البدعة إلى أقسام: فمنها المباحة، ومنها المستحبة، ومنها المحرمة، ومنها المكروهة، ومنها الواجبة؛ أي إنها تعتريها الأحكام التكليفية الخمسة، وأشارت دار الإفتاء المصرية إلى أنه قد شذ في هذه المسألة بعض العلماء فزعموا أنه ما من بدعة إلا وهي سيئة؛ مخالفين بذلك قول النبي صلى الله عليه واله وسلم: «من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها، ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء» رواه مسلم، وهذا هو الذي استقر عليه العلماء وجرى عليه المسلمون سلفا وخلفا من غير نكير معتبر، وعليه: فإن المقصود بأن كل بدعة تؤدي إلى التهلكة هو البدعة السيئة التي تخالف المنهج الإسلامي الصحيح أو أصلا من أصول الدين.