اعلان

حيل جديدة لـ "الإتجار بالبشر" في اليمن.. تقرير مركز "مغيبون" يكشف تعرض الأطفال للاستغلال الجنسي والعمل القسري

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
كتب : سها صلاح

يجتاح اليمن الكثير من الأزمات إرهاب وبطالة وعنف، ويزيد على ذلك، الإتجار بالبشر، حيث أظهر بحث جديد نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية نقلاً عن منظمة "مغيبون" عن أن تجار البشر في اليمن يتظاهرون بأنهم متطوعون في مراكز إطعام من أجل إجبارهم على العمل القسري والاستغلال الجنسي.

وكشف التقرير أنه تم الإبلاغ عن مئات من الأشخاص الذين ينامون في الشوارع لاحتمال وقوعهم ضحايا العبودية، وبلغت نسبة الضحايا المشردين 7% من مجموع الحالات التي تم التبليغ عنها إلى خط المساعدة التابع للمؤسسة الخيرية بين أكتوبر عام 2016 وأبريل عام 2019 - حيث وصلت بمجملها إلى 276 حالة.

وورد أن عمليات الاستقطاب تحدث أيضاً في أماكن العمل وعلى الإنترنت، بما في ذلك عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، في حين تم التبليغ عن استهداف المتاجرين لدور الرعاية وأماكن العبادة.

وقالت الجمعيات الخيرية المعنية بشؤون المشردين إنها شهدت حالات عديدة من دخول المعتدين إلى مطابخ الإطعام أو حتى تظاهرهم بأنهم ممن ينامون في الشوارع من أجل تجنيد الأشخاص المستضعَفين في أعمال استغلالية.

تحدث أندرو سميث، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "هال" الخيرية للمشريدين خلال التقرير عن إغراء تجار يدعون أنهم ينامون في الشوارع بالقيام بأعمال مقابل أجور تُدفع نقداً، وهذا في نهاية المطاف هو أعمال عبودية، وعن حالات تعرضت فيها نساء شابات يعشن في دور الإيواء للخداع بطريقة مشابهة من أجل القيام بأعمال جنسية استغلالية.

وقال سميث: "لقد لاحظنا خلال السنوات القليلة الماضية سيارات بيضاء تقف أمام المطاعم ودور الإيواء، يقومون بالحديث مع الناس، في بعض الأحيان يتظاهرون بأنهم أنفسهم بلا مأوى؛ في بعض الأحيان يأتون للتبرع بالطعام وأثناء وجودهم هناك، يعرضون بعد ذلك فرصة للعمل مقابل المال ثم تجد تلك الحالات الأكثر تطرفاً حيث يتطوع الناس ضمن مجموعة مجتمعية صغيرة للوصول إلى الأشخاص المستضعفين، نحن نعرف أشخاصاً قدموا أنفسهم بصفة مشردين لدرجة أنهم حصلوا على غرفة في ملجأ أو دار إيواء.. ثم يقولون في يوم من الأيام: "يتحدث أحدهم عن وجود بعض الأعمال الجارية، هل تريدون المجيء؟.. سيأخذونهم إلى ذلك المكان ثم يختفون. إنهم عديمو الضمير حقاً.. بالكاد لديهم خوف من القيام بهذا."

واضاف سميث: تم إرسال بيانات اتصال خاصة بكرنفال متنقل إلى ديفيد، وهو رجل بريطاني مشرد في الأربعينيات من عمره، وكان يقيم في دار إيواء في "هال"، لقد تواصل معهم عبر فيسبوك وتم أخذه من مكان إقامته.

وأكد سميث: لقد عاش ديفيد في موقع ذلك الكرنفال. لقد أُخذ كل شيء منه، في هذه الحالة قيل له سندفع لك 120 جنيهاً استرلينياً في الأسبوع، لكنه عندما وصل إلى هناك أخذوا 50 جنيهاً استرلينياً مقابل طعامه، و 60 جنيهاً استرلينياً مقابل إقامته وتركوا له 10 جنيهات استرلينية في الأسبوع - ثم أخذوها منه مقابل توصيله."

كان "تحديد" حالات الاستغلال الجنسي "أصعب"، لكن المؤسسة الخيرية كانت على علم بالحالات التي تم فيها خداع النساء اللاتي يعشن في مساكن اللجوء أو دور الإيواء، وعادة ما يعانين من مشاكل متعلقة بإساءة استخدام المواد المخدرة، من أجل ممارسة أعمال جنسية من قبل نساء يتظاهرن بالتشرد ولكنهن متغلغلات في عصابات إجرامية.

كان الاستغلال في العمل هو أكثر أشكال الاستغلال شيوعاً، وبحسب التقرير كان أكثر ضحايا الاستغلال شيوعاً من الجنسية الإنجليزية.

في الوقت نفسه، ارتفع النوم في الشوارع في إنجلترا بنسبة 165% في الأعوام الثمانية الماضية، مع تسجيل 4767 شخصاً ينامون في ظروف قاسية العام الماضي.

وقالت المؤسسة الخيرية إن نتائج التقرير شددت على ضرورة أن تكون السلطات المحلية والجمعيات الخيرية المعنية بالمشردين وغيرها من الخدمات التي على خط التماس على دراية بمخاطر ومؤشرات العبودية الحديثة.

وقالت ريتشيل هاربر، مديرة خط المساعدة في حالات العبودية التابع: "نحن نعلم أن أساليب الاستقطاب تشمل استهداف نقاط الضعف المختلفة مثل الفقر، والحاجة المادية والحواجز اللغوية. مضيفة: "يمكن استخدام البيانات عن حالات العبودية الحديثة والتشرد المبلغ عنها إلى خط المساعدة لتحسين جهود الوقاية والاستجابة للاستغلال.

يوضح هذا التقرير أيضاً السبب الذي يجعل الوعي والتعاون مع الجمعيات الخيرية التي تعنى بالمشردين وأعضاء الهيئات العامة والإسكان أمراً في غاية الأهمية."

وقال متحدث باسم الحكومة: "العبودية الحديثة هي جريمة لها تأثير مدمر على حياة ضحاياها، نحن ملتزمون بالقضاء على العبودية الحديثة بجميع أشكالها ودعم الضحايا بتقديم أماكن لإقامتهم عندما يتطلب الأمر، حيث يمكنهم إعادة بناء حياتهم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً