"مطبخ القراء".. هل تختفي الكتاتيب من القرى؟.. الأوقاف تفتتح ألف مدرسة قرآنية.. جمعة: نحارب التطرف حتى لا يتمكن الإرهابيون من عقول النشء.. والطاروطي: مصر ستظل دولة القرآن

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"القرآن أنزل في مكة وقرأ في مصر"، جملة شهيرة نرددها مرارا تظل على عظم مكانة كتاب الله في قلوب المصريين، فمصر على مدار تاريخها تعد رائدة في مجال العلوم الدينية وبالأخص في مجال القرآن الكريم، فمن منا لا يحب أن يسمع صوت الشيخ رفعت وهو يرتل بصوت خاشع خارج من مذياع ماسبيرو ليطوف الجمهورية وبعدها ينتقل إلى العالمية.

مطلع هذا الأسبوع احتفلت وزارة الأوقاف بافتتاح ألف مدرسة قرآنية على مستوى الجمهورية خلال عامين فقط، وكان حاضرا في الحفل ملوك دولة التلاة الآن في مصر ومنهم الشيخ عبد الفتاح الطاروطي الذي نال لقب أصغر قارئ للقرآن الكريم التحق بالإذاعة المصرية وذلك كان في تسعينيات القرن الماضي، هذا إلى جانب الشيخ محمد حشاد شيخ عموم المقارئ المصرية ولفيف من قراء دولة التلاوة

ولعل السؤال الأهم بعد إعلان وزارة الأوقاف عن الألف مدرسة وظل يراود الكثيرين، هو هل هذه المدارس التى افتتحتها الأوقاف بديلة للكتتاتيب التى تنتشر في قرى وريف مصر، فمعروف أن القرى تعتمد اعتمادا كليا على الكتاتيب التى يحفظ بها الشيوخ واحيان كثيرة تقوم محل المدرسة أو المعهد الديني وذلك رغم تراجع دورها في هذه الفترة، إلا أن شيخ الكتاب في القرية يظل رجلاً له قدسيته بين العامة.

في هذا السياق يقول الشيخ جابر طايع، المشرف على القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إن فكرة المدارس القرآنية ليست بديلة للكتاتيب ومكاتب تحفيظ القرآن، ولكنها مكملة لذلك، مؤكدا أن وزارة الأوقاف لا تدخر جهدا في خدمة كتاب الله وأهله.

وأضاف طايع لأهل مصر، أن المدارس القرآنية عليها إشراف كامل من الوزارة حتى لا يتسرب إليها المتطرفون، هذا إضافة إلى الكتاتيب التى هي موجودة في القرى على مستوى الجمهورية.

وشهدت مصر على مدار تاريخها أربعة أجيال من قراء دولة التلاوة بداية من جيل الشيخ رفعت وانتهاء بجيل الشيخ الطاروطي والجيل الموجود الآن، إذ أن معظمهم عندما تقرأ في سيرتهم الذاتية تجد أن أغلبهم تعلم في كتاب القرية وبعدها التحق بالمراحل العلمية المختلفة، مما يؤكد أهمية دور الكتاب الذي بدأ البعض يهجره في هذه الفترة.

بدوره قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، إن الوزارة لا تغلق الكتاتيب وأكبر دليل على ذلك افتتاحها لألف مدرسة قرآنية خلال عامين وهذا إنجاز كبير، ما يعنى أن الوزارة دائما تخدم القرآن الكريم وأهله.

وأكد جمعة، أن ما يحدث إغلاق الكتاتيب المتطرفة فقط في الزوايا والمساجد حتى لا يكون أطفالنا عرضة للأفكار المتطرفة التي يتبناها الإرهابيون، مشيراً إلى أنه من يريد أن يشترك في المدارس القرآنية كمحفظ فليتقدم بأوراقه ومن ثم يتم اختباره.

وتعجب الوزير، من بعض الذين يفتتحون الكتاتيب وهم لا يحفظون القرآن أصلاً، وذكر أن هناك بعض الذين يحفظون في كتاب من الكتاتيب تم إجراء اختبار حفظ له فرسب وحصل على درجة سلبية فكيف يؤتمن هذا على عقول الأطفال والنشء الصغير.

وشدد على أن من يقوم بتحفيظ كتاب الله لا بد له أن يكون ماهرا به وأن يكون حافظا عن شيخ غيره بالتواتر والإسناد وهذا ما تعلمنا عليه ونطبقه في وزارة الأوقاف.

وتمتلأ مصر بالمقرئين من محافظات مختلفة تحت مظلة واحدة وهي نقابة القراء بقيادة آخر ملوك دولة التلاوة الشيخ محمود الطبلاوي، ولكنها تواجه بعض المشكلات المتعلقة بقلة الإمكانيات، وهي نقابة أنشأت في تسعينيات القرن الماضي لتحسين أحوال القراء في مصر، وفي الفترة الأخيرة اتجهت وزارة الأوقاف لدعم هذه النقابة من أجل تبجيل قراء القرآن الكريم.

وفي هذا يقول الشيخ عبد الفتاح الطاروطي، القارئ بالإذاعة والتلفزيون، وعضو نقابة القراء، إن مصر ستظل لها الريادة في القرآن الكريم ولن تختفى منها الكتاتيب كما يروج البعض، مؤكداً أن وزارة الأوقاف تقوم بجهود رائعة في خدمة كتاب الله.

وأضاف الطاروطي لأهل مصر، أن المدارس القرآنية خطوة على الطريق الصحيح لحماية النشء الصغير من التطرف وهي أيضا مثل الكتاب تماماً، فكلنا جميعا حفظنا القرآن في الكتاب وإلى الآن لا زالت الكتاتيب موجودة في القرى، مناشدا الذين يروجون الشائعات بإغلاق الكتاتيب أن يتقوا الله فيما يقولونه.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مهرجان اعتزال خالد حسين| الزمالك يسقط أمام النصر الليبي بهدفين لهدف