انطلق المشروع القومي للتأمين الصحي الشامل، اليوم الأثنين، في محافظة بورسعيد كأولى محافظات المرحلة الأولى التي يمتد النظام التجريبي بها لمدة شهرين حتى أول سبتمبر المقبل، ولكن هناك تساؤلات عديدة حول توأمة المستشفيات الحكومية مع القطاع الخاص لدعم التشغيل من خلال تدريب العاملين بها ومدى صحة ذلك.
وبدأ التشغيل التجريبي لعدد من المستشفيات التي لديها توأمة مع القطاع الخاص ومنها مستشفى التضامن بالتعاون مع مجموعة مستشفيات كليوباترا، ومستشفى الرمد في بورسعيد مع فريق من مجموعة مستشفيات ومراكز مغربي للعيون، مستشفى بورسعيد العام مع فريق من مستشفيات السلام الدولي، مستشفى الزهور مع مجموعة عمل من مستشفيات دار الفؤاد.
يأتي ذلك في إطار توقيع وزارة الصحة، بروتوكولات توأمة بين مستشفيات القطاع الخاص ومستشفيات المنظومة الجديدة في بورسعيد، مما يتيح تبادل الخبرات وتوفير نظم تشغيل تتسم بالدقة وجودة الخدمة المقدمة، وتوقيع بروتوكولات مع بعض كليات الطب بالجامعات المصرية، للاستفادة من الكوادر العلمية بها، وتمت الاستفادة من الكوادر الموجودة بالهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية الذراع التعليمية للوزارة، بحيث يكون جميع رؤساء الأقسام الإكلينيكية من الحاصلين على الدكتوراه أو الزمالة.
اقرأ أيضًا.. بالأرقام.. اشتراكات المواطنين للتسجيل في منظومة التأمين الصحي الشامل الجديد
ومن جانبها، علقت الدكتورة منى مينا، عضو مجلس نقابة الأطباء، ومرشحة على مقعد النقيب العام لأطباء مصر، قائلة :"مستشفيات التأمين الصحي بمحافظة بور سعيد وعلى لافتاتها أسماء وعلامات تجارية لكبرى سلاسل المستشفيات الخاصة، ولا ننسى أن مجموعة مستشفيات كليوباترا هي الذراع المصري لشركة أبراج المتعددة الجنسيات التي حذرنا مرارا من استيلائها التدريجي على المستشفيات الخاصة في مصر، دلوقتي واضح ان الموضوع بيتحرك لإدارة المستشفيات الحكومية أيضا".
وتابعت "مينا": طبعا هناك دفاع مستميت إن "دي مش خصخصة ولا حاجة أبدا"طيب دي ايه بالضبط ؟ ومقابل أيه؟ هل يعقل أن دي مساهمة بالمحبة من القطاع الخاص لتنظيم العمل في المستشفيات الحكومية بشكل محترم يقلل اضطرار المريض المصري للجوء لخدمات المستشفيات الخاصة التي أصبحت ذات أسعار فلكية ؟؟؟ يعني بيساعدوا في عمل تطوعي يخلق منافس قوي يقلل أرباحهم! طبعا ده بالإضافة للغموض الرهيب لأوضاع الأطباء".
وأوضح الدكتور محمود فؤاد، المدير التنفيذي للمركز المصري للحق في الدواء معلقًا على التوأمة بين مستشفيات الصحة والقطاع الخاص قائلاً: "احنا مع نظام التأمين الصحي المتكامل من 17 سنة مش من النهارده لآنه آخر فرصة لبلوغ رعايه صحيه مناسبه اللي نادت بها الثورات وهو فعلا الامل الاخير، انما الهجوم ونشر صور المستشفيات لأننا ضد فكرة تغول القطاع الخاص على القطاع الصحي وده موجود في كل دول العالم وكمان لأن الأمر كان يستوجب قانون خاص، إنما يظل الامل في جوده تطبيق القانون وعلاج البشر بشكل كريم اهم ما نؤمن به ونتمني تحقيقه".
يذكر أن الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، أكدت على أن جميع الفرق من المستشفيات الخاصة تقدم دعمهم الكامل لنجاح منظومة التأمين الصحي الشامل الجديد، مشيدين بما تم تحقيقه من تجهيزات بالمستشفيات، مشددين على تقديم كافة سبل الدعم التدريبية والتشغيلية لكافة المستشفيات بما يليق بالمشروع القومي للتأمين الصحي، تاكيداً على دورهم الوطني لخدمة بلادهم الحبيبة مصر للنهوض بالمنظومة الصحية.