عندما تشاجرت مع "ابوعوف"

ابوعوف

فى شتاء عام ٢٠٠٦؛ بالتحديد فى نوفمبر من ذات العام كنت مكلف بتغطية فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وكان الدكتورة عزت ابوعوف_ وقتها _ رئيسا لهذا الدورة ، ذهبت إلى مكتبه فى مقر المهرجان بشارع قصر النيل للحصول على دعوة الافتتاح والختام، وكان الموسيقار الراحل والملحن المعروف الاستاذ محمد قابيل وكان رحمه الله وقتها رئيسا لقسم الفن بمجلة أكتوبر، قد طلب منى عدد من الدعوات لحضور حفل الافتتاح، ابلغته أنه في الإمكان أن أحضر دعوة أو اثنين فوافق، وذهبت إلى مكتب الفنان الراحل عزت أبو عوف.

وهناك كان يوجد عدد من الزملاء، ودخلت إلى مكتب "أبوعوف" وأبلغته بتحية الأستاذ قابيل له، واننى فى حاجة إلى دعوتين للاستاذ قابيل، رحب "أبوعوف" كثيرًا بطلب الاستاذ قابيل باعتبارهم أصدقاء وجمعتهم مهنة التلحين والموسيقى، وطلب منى الانتظار بعض الوقت لحين تجهيز الدعوات، وكانت هذه هى المرة الأولى التى التقى فيها "أبوعوف".

انتظرت بالخارج مع الزملاء فى المركز الصحفى، ومرت دقائق وراها دقائق تضايق على رأى نجمتنا الكبيرة انغام، وطال الانتظار اكثر من اللازم، طلبت من السكرتيرة الخاصة بأبوعوف أن تبلغه اننى انتظرت كثيرًا، وكانت وقتها السكرتيرة هى "أميرة" التى أصبحت فيما بعد زوجته الثانية بعد رحيل زوجته الأولى، المهم طلبت منى "أميرة " الانتظار لبعض الوقت نظرا لانشغاله بالكثير من الموضوعات لأن افتتاح المهرجان لم يتبقى عليه سوى يوم، وفى عز تململى من الانتظار وكان بجوارى صديقى محمد حمدى من مجلة "صبا ح الخير"، رايت "أبوعوف" يرتدى الجاكت الخاص به ويتاهب للنزول، فإذا بى أجرى مسرعا إلية فى محاولة لتذكرته بأنه طلب منى الانتظار لحين تجهيز الدعوات، وكانت الصدمة أنه سألنى في استنكار "انت مين"، استشطت غضبا وقلت له أنا أحمد النومى من مجلة أكتوبر، وكنت فى مكتبك منذ لحظات بخصوص دعوات الافتتاح الخاصة بالاستاذ "قابيل " قال لى مفيش دعوات انسى، كان رده كالصاعقة ، ولم أجد الى أن اساله مستنكرًا كيف تطلب منى الانتظار لأكثر من ساعة ثم تتجاهلني وفي النهاية تقول لي مفيش دعوات، أنا لن أخرج من مكتبك بدون دعوات وكان ذلك بصوت مرتفع.

تفاجىء أبوعوف بالطريقة، فكان رده انت هتددنى يا بنى أعلى مافي خيلك اركبه، شغل البلطجة دى مش هينفع معايا، قلت له وأنا هاوريك بقى شغل البلطجة، والقيت بشنطتى وأخذ أبوعوف وضع الاشتباك بالإيدي، وخرج جميع الزملاء فى المكتب ليهدوأ من الأمر وجذبنى الإستاذ شريف نادر، وطلب من الجلوس بعيدًا، وعاد أبوعوف إلى مكتبه، وبدأت ارفع صوتى واردد كلمات أنا هنا مش بشحت، والدعوات مش بتيجى من بيت أبو حد، دي من الوزارة ومحدش بيمن علينا ،وطلب منى الاستاذ الراحل حامد حماد المسئول عن المركز الصحفى الهدوء ،لاسيما وان ابوعوف كان سامع ما اقول على مراى من الجميع والضيوف الأجانب ،تكهربت الامور اكثر ،وبعد لحظات طلبت من "أميرة "الدخول لمقابلة الدكتور،رفضت وبعد إلحاح من الزملاء دخلت ، وهنا اشاح ابوعوف بيديه وخبط على مكتبه بأنه لايسمح بهذا الطريقة فى الكلام معه، وأنه فى سن والدى، وضحت له اننى شعرت بالإهانة من الانتظار ثم التجاهل ،قال لى ليس تجاهلا لكنها زحمة الشغل انسته ما وعدنا به وأن هناك أزمة فعلا فى دعوات الافتتاح ،وسالنى بابتسامة انت منين يا بقى ! قلت له من الصعيد وقبل أن أذكر له اسم المحافظة ؛ هز رأسه قائلا كنت عارف هتطلع من الصعيد ،بس انا مبخافش انا جذورى صعيدية برضه ولو انت الخط بتاع الصعيد انا بقى متربى فى جبال الصعيد وانت شكلك كده متعرفنيش وتحول الأمر إلى ضحك ،وهنا طلب منى هاتف الاستاذ قابيل وأخذ يتحدث كثيرا فى ذكريات زمن جميل مضى وفرقة الفور ام وغيرها، ثم قال له كيف لمجلة اكتوبر تبعت له واحد فتوة وهو يضحك وحكى له ما حدث وانهى المكالمة ،وقبل أن انصرف أحضر له أحد مساعديه ظرف مغلق به ٥دعوات لحضور حفل الافتتاح،فقلت له هذا كثير فقال هذا لصديقن محمد قابيل ،وكانت هذا الواقعة بداية لتوطيد علاقتى به وتعددت اللقاءات الصحفية فى منزله الأنيق بالزمالك وحكى له عن إخوته البنات "مها ومنى وميرفت ومنال " ووالدها اللواء أحمد شفيق ابوعوف والتربية الصارمة،وطلبت منه أن أعمل فى النشرة الخاصة بالمهرجان ووافق على الفور ولم يتأخر فى طلب او معلومه كنت تطلبها منه وكان لى معه حوار ثابت كل عام على مدار رئاستة للمهرجان ،رحمه الله كان بشوشا واسع الصدر طيب القلب،اعترف بأنه قدم افلام ليست على المستوى أما مجاملة أو لأنه كان يريد أموال بسبب متطلبات الحياة التى يعيشها فيقبل أعمال لتغطية نفقاته الكبيرة ... رحم الله الفنان الكبير وادخله فسيح جناته.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً