يتطرق موقع إسرائيلي، إلى خطة حزب الله "السرية والضخمة" التي تهدف إلى غزو عدة مناطق تقع تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، بهدف "إدخال إسرائيل في صدمة".
وفي تحليل لموقع "تايمز أوف إسرائيل"، أعده المحلل الإسرائيلي لشؤون الشرق الأوسط آفي يسسخاروف، أوضح أن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، "تباهى في خطابه الأخير بقدرة منظمته على اختراق إسرائيل من لبنان".
وقال: "قد تكون شبكة الأنفاق العابرة للحدود التابعة لحزب الله قد دمرت، ولكن حتى في غيابها يصر نصرالله على أن قوات الكوماندوز التابعة له ستحاول غزو إسرائيل سرا، ومداهمة بلدات وقواعد عسكرية في الشمال، في حين يدرك حزب الله أنه سيدفع ثمنا باهظا على خطوة كهذه".
ومع ذلك أكد أن "الإنجاز الذي ستحققه هذه الخطوة من الناحية الدعائية سيكون حاسما"، بحسب يسسخاروف الذي ذكر أن " نصرالله في كل خطاب يلقيه مثل إسطوانة مشروخة، يهدد بعملية عسكرية في إسرائيل في حال اندلاع حرب، فأحيانا يسمي ذلك "غزو الجليل"، وأخرى يكتفي بكلمة "اختراق".
وتساءل: "كيف سيحدث ذلك؟"، منوها إلى أنه "بعد أن كشف الجيش الإسرائيلي عن السلاح السري والاستراتيجي لحزب الله - الأنفاق - وقام بتدميرها، تخطط المنظمة للعمل داخل إسرائيل والاستيلاء على بلدة أو قطعة أرض".
ولفت إلى أنه "قد لا يمتلك حزب الله سلاحا استراتيجيا آخر مثل الأنفاق، ولكن يمكن افتراض أنه لا يزال لديه خطة طموحة ومفصلة لاحتلال بلدات ومواقع عسكرية على الحدود الشمالية لإسرائيل".
وأكد المحلل أن "الهدف من مشروع الأنفاق؛ هو إدخال إسرائيل في صدمة، ونقل مئات العناصر من وحدة الكوماندوز إلى داخل إسرائيل لتنفيذ هجمات مختلفة".
اقرأ أيضاً.. مدير الأمن اللبناني يكشف دور حزب الله في الإفراج عن "زكا"
وذكر أن "رضوان"، كان عبارة عن اسم الشهرة لعماد مغنية، القيادي العسكري لحزب الله الذي اغتالته إسرائيل عام 2008، منوها إلى أن "الحزب يعطي أولوية عليا لعناصر هذه الوحدة في كل شيء تقريبا؛ الميزانية والمعدات والموارد واللوجستيات".
وفي "بعض الأحيان تشبه أنشطة هذه الوحدة تلك التي تقوم بها وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي، مثل استخدام الجنود المقاتلين لمركبات ATV أو تسلل مقاتلي كوماندوز إلى داخل إسرائيل في مركبات تحت الماء".
وفي غياب الأنفاق، "ستكون مهمة أعضاء وحدة رضوان على الأرجح، إدخال آلاف المقاتلين سرا إلى إسرائيل في آن واحد من خلال عدة نقاط على الحدود أثناء قصف المنطقة الحدودية، على أمل أن يربك ذلك الجيش الإسرائيلي ويسمح لبعض المقاتلين بالوصول إلى بلدة إسرائيلية حدودية أو موقع عسكري إسرائيلي"، بحسب يسسخاروف.
وفي الوقت الحالي، "يأمل حزب الله بأن يفي قصف مدفعي مكثف للمنطقة الحدودية بكاملها، إضافة إلى استخدام صواريخ من العيار الثقيل قادرة على تدمير أهداف مثل مواقع عسكرية، بالغرض"، بحسب المحلل الذي نبه أن "حزب الله يمتلك اليوم قوة نيران قادرة من الناحية النظرية على القضاء على خط المواجهة الإسرائيلي بأكمله عند إصدار الأوامر".
وتابع: "بصرف النظر عن المدفعية التي يهدف استخدامها لتوفير غطاء لآلاف المقاتلين الذين سيغزون إسرائيل، فإن خطة حزب الله الهجومية ستشمل على الأرجح جهازا لوجستيا واستخباراتيا، بما في ذلك طائرات مسيرة ستقوم ببث معلومات استخباراتية في الوقت الحقيقي وقادرة على تنفيذ هجمات بأسلوب "الكاميكازي".
وأشار إلى أن "لدى المنظمة مركز قيادة يهدف إلى توجيه عملية واسعة النطاق على طول الحدود"، لافتا أن "الحاجز البري الذي أقامته إسرائيل في السنوات الأخيرة، سيجعل من تنفيذ عملية كهذه مهمة صعبة، لكن صناع القرار في حزب الله يعتقدون أن بعض المقاتلين على الأقل سيتمكنون من اختراق إسرائيل".
وأضاف: "من الواضح لقادة الجناح العسكري لحزب الله، أن لمثل هذه العملية ستكون تداعيات وخيمة على عناصره، لكنهم يرون أنه سيكون لها آثار نفسية كبيرة في إسرائيل، حيث يفترض أن تجبر هذه العملية الجيش الإسرائيلي على الاستثمار في الدفاع، وتدخل الرأي العام الإسرائيلي في حالة صدمة وتخلق ضغوط لإنهاء القتال بسرعة".
وقال المحلل: "يمكن فقط تخيل مدى التأثير الذي سيكون لصور مقاتلي حزب الله في بلدة المطلة الإسرائيلية"، مؤكدا أن "خطة حزب الله الحربية الطموحة للغاية تنطوي على مخاطر كبيرة للغاية بالنسبة للمنظمة نفسها، وقادتها يدركون ذلك".
ورأى أن "إرسال أو محاولة إرسال الآلاف من مقاتلي حزب الله عبر الحدود، قد يتبين في النهاية بأنها مجازفة خطرة، لأنها قد توفر فرصة ممتازة للجيش الإسرائيلي للقضاء على وحدة النخبة التابعة لحزب الله في غضون ساعات، وهذا بدوره سيؤدي لتعريض الجبهة الداخلية لحزب الله لهجمات مضادة، ويسهل طريق الجيش نحو نصر واضح في حرب مستقبلية".