أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الأربعاء، حرص مصر على الاضطلاع بمسؤولياتها تجاه تطوير دور الأمم المتحدة بما يسهم في مواجهة التحديات الدولية الراهنة.
جاء هذا خلال استقباله ماريا فيرناندا اسبينوزا رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة والوفد المرافق لها، بحضور عباس كامل رئيس المخابرات العامة، والسفير ريتشارد ديكتوس الممثل المقيم للأمم المتحدة بالقاهرة.
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أكد خلال اللقاء اهتمام مصر بالعمل الدولي متعدد الأطراف وبمنظمة الأمم المتحدة، مؤكدًا أهمية العمل الجماعي الدولي لإرساء دعائم السلم والأمن والاستقرار العالمي، لافتا إلى حرص مصر على الاستمرار في المشاركة بفعّالية في مهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، إسهاما منها في مساندة جهود المنظمة في مجال حفظ السلم والأمن الدوليين.
بدورها أشادت رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بدور مصر المحوري في منطقة الشرق الأوسط باعتبارها ركيزة أساسية للأمن والاستقرار، وحرصها على التوصل إلى تسويات سياسية لمختلف الأزمات التي تمر بها المنطقة.
وثمّنت اسبينوزا مشاركة مصر الفعّالة في مختلف أنشطة الأمم المتحدة والمحافل الدولية متعددة الأطراف، وسعيها للدفاع عن قضايا الدول الأفريقية والنامية، لا سيما في إطار رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي.
وأضاف المتحدث الرسمي أنّ اللقاء شهد تناول موضوع إصلاح الأمم المتحدة، إذ أعرب الرئيس عن تقدير مصر لما يتعلق بإعطاء الأولوية لجهود الوقاية من النزاعات، وتفعيل المنظومة التنموية، وجهود تحقيق السلام، مؤكدا اعتزاز مصر بالدور الذي اضطلعت به كرئيس لمجموعة الـ77 في تأمين تعامل المجموعة بشكل بناء مع مسارات الإصلاح التي اقترحها السكرتير العام، ومتطلعا إلى تحقيق نتائج ملموسة لهذا الإصلاح، خاصة فيما يتعلق بتنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030، وتعزيز الشفافية وتقوية آليات المساءلة والمحاسبة.
وفي إطار رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي لعام 2019، تم التباحث بشأن سبل تعزيز وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، إذ أوضح الرئيس سعي مصر لتحقيق خطوات ملموسة على مسار تحقيق أجندة أفريقيا 2063، ومبادرة الاتحاد الأفريقي لإسكات البنادق 2020، ومواصلة التقدم المحرز في تنفيذ أجندة التنمية 2030 في أفريقيا، واستكمال تعزيز بنية السلم والأمن الأفريقية للارتقاء بقدرات وآليات القارة للحفاظ على أمنها واستقرارها.
وفيما يتعلق بموضوع الهجرة واللاجئين، أكد السيسي موقف مصر الثابت في هذا الصدد، بشأن أهمية تبني مقاربة دولية شاملة لمعالجة الأسباب الجذرية لظاهرتي الهجرة واللاجئين، تشمل اتخاذ إجراءات اقتصادية وتنموية وسياسية وثقافية وإنسانية، مع التركيز على البعد الإنمائي في الدول المصدرة، والعابرة للتدفقات الكبيرة من المهاجرين واللاجئين، وليس فقط التركيز على الحلول الأمنية.
وأشادت رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة بجهود مصر لتعزيز دور ومساهمة المرأة في بناء المجتمع، إذ لفت السيسي إلى دور المرأة المصرية في مسيرة الوطن، ومساهمتها بفعالية في مواجهة ما يحيط بمصر من تحديات، مؤكدا دعم الدولة لجميع الجهود الهادفة لتمكين المرأة وتعزيز دورها في مختلف نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالبلاد.
وتابع المتحدث الرسمي أنّ اللقاء تناول عددا من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية، وبينها قضية الإرهاب، إذ أكد الرئيس مواصلة مصر تعاونها مع الأمم المتحدة في إطار جهود مكافحة الإرهاب، من خلال التنفيذ الكامل لقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن بشأن الإطار الدولي الشامل لمكافحة الخطاب الإرهابي، والذي تمت صياغته بناء على مبادرة مصرية.
كما تطرق اللقاء إلى آخر المستجدات الإقليمية، إذ أكد السيسي أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التي تمر بها المنطقة، بما يسهم في الحفاظ على وحدة دولها وسلامة أراضيها وصون مقدرات شعوبها، التي تضررت وعانت كثيرا خلال السنوات الماضية.