داخل قرى مركز ملوى جنوب المنيا تجد ملامح الحزن مرسومة على وجه مزارعى قصب السكر الذى بات يشكو من كثرة الحشائش الصيفية التى خيمت مثل ظلام الليل على آلاف الأفدنة من المحصول الاستراتيجى، خاصة أن مركز ملوى يحتل المركز الأول من بين مراكز المحافظة فى زراعة محصول قصب السكر، ويعتمد مصنع سكر أبو قرقاص على نسبة 80% من محصول مركز ملوى أثناء فترة تشغيل المصنع.
صرخات المزارعين تعلو من داخل القصب
رغم تعبهم ليلا ونهارا بين زراعات القصب، إلا أنهم طفح بهم الكيل من كثرة إنبات وظهور حشيش العليق الذى بات يطاردهم فى كل الأوقات. "أهل مصر" عاش ساعات وسط المزارعين داخل أراضيهم التى أصبحت تشبه ملاعب الكرة من كثرة وجود الحشائش الصيفية.
يقول محمد حسنين صاحب أرض زراعية إن الحشائش الصيفية هذا العام لا نستطيع التغلب عليها من كثرتها.
اقرأ أيضا.. تجارية المنيا: 3750 جنيها سعر طن النخالة بداية من اليوم
تعبنا شوف لينا حل
ليبدأ سعودى عبد القادر حديثه أمام عدسة "أهل مصر" بجملة تحمل نبراتها التعب والشقاء لما يعيشه فى الحفاظ على محصوله الذى يعتبره أمله الوحيد فى الدنيا: "تعبنا شوف لينا حل"، وأوضح أن القصب من المحاصيل الأساسية التى تعتمد عليها الدولة فى تلبية الاكتفاء الذاتى للسكر، ويجب أن نحافظ عليه، ولكن أصبح "العليق" يهجم على القصب بكل شراسة، حتى إن الحشائش تسبق القصب، فنقوم بـ "عزق" الأرض للقضاء عليه، وبعد وضع الأسمدة ورى القصب، نجد الأرض يكسوها العليق أكثر من الأول، ثم نقوم بتأجير عمالة للقضاء على العليق بطريقة اليد التى تكلف مبالغ مالية باهظة تتراوح بين 4000 و6000 جنيه للفدان الواحد على حسب عدد المرات التى ينبت فيها العليق. وأوضح أن زرعة جاره محمد حسانين كلفته 6000 جنيه أجر عمال للقضاء على العليق، وتحتاج حوالى 5000 جنيه لتنظيفها مرة أخرى.
نظرة من المحافظ ووكيل الزراعة حلم المزارعين
فيما اختتم مزراعو عزبة جندى حديثهم مطالبين اللواء قاسم حسين محافظ المنيا بالتدخل السريع لإنقاذ محصول قصب السكر من الهلاك الذى إذا استمر، فسوف يقضى عليه ويتسبب فى تراجع مركز ملوى عن مستواه الأول بين المراكز فى إنتاج قصب السكر. وطالب المزارعون بسرعة تحرك زراعة المنيا والتعاون معهم للقضاء على الكارثة التى تطول الجميع.