بشكل مفاجئ وبعد أربع سنوات بدأت الإمارات في الانسحاب بهدوء من من اليمن، دون أن تعلن الأسباب وراء ذلك، ووفقاً لصحيفة "ذا اكونوميست" البريطانية، فعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية، بدأت الإمارات سحب قواتها من اليمن، بعد أن كانت جزءاً من تحالف عسكري تقوده السعودية لقتال الحوثيين.
قال "محمد عبد الحليم" الخبير العسكري في تصرحات لاهل مصر أنه إذا صح هذا الأمر فقد يعتبر السبب المباشر للانسحاب الخوفَ من تصاعد حدة الصراع مع إيران، فقد تزايدت حدة التوتر بشكل متصاعد منذ انسحاب الولايات المتحدة العام الماضي من الاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف عام 2015، الذي وضع قيوداً على برنامج إيران النووي، خاصة بعد تعرض 4 ناقلات نفط لعمل ارهابي بالقرب من ميناء الفجيرة الإماراتي في مايو حيث اتهمت امريكا إيران في التورط في العملية.
واضاف أن السبب الأخر أن العديد من الإماراتيين، وهم الشريك الأهم في التحالف،يشعرون أن القتال انتهى ولم يعد له لزوم، وبالرغم من أن الجيش الإماراتي أصغر كثيراً من الجيش السعودي، فإن قدراته القتالية أكبر، حيث تولت القوات الإماراتية معظم أعمال القتال البرية العنيفة في اليمن، بينما اكتفت القوات السعودية بتقديم دعم جوي.
واكد أنه يمكن للمفوضات ان تنهي المزيد من سفك الدماء وحين يجلس الأطراف حول طاولة المفاوضات، يجب على أي تسوية تفاوضية ناجحة أن تتضمن ترتيباً لتقاسم السلطة يمنح جميع الفصائل سلطة سياسية وفوائد اقتصادية بما يتناسب مع وزنها الديموغرافي تقريباً.
إلا أن الوضع الراهن غير مقبول من منظور إنساني،فقد قوبل وقف إطلاق النار الجزئي في الحديدة بشعور من الارتياح الدولي الجماعي، حيث أعرب المراقبون عن أملهم في أن تعود الحديدة ثانية لتكون عصب الحياة للبلاد التي مزقتها الحرب.
وتجدر الإشارة إلى أنه لم يتم شحن سوى 619,085 طن من الأغذية خلال الربع الأول من عام 2019، وهو رقم بعيد كل البعد عن الأغذية التي دخلت عبر الميناء خلال الفترة نفسها من عام 2016 والتي بلغت 1.7 مليون طن، وفقاً لـ "برنامج الأغذية العالمي".
كما أن شاحني الأغذية التجارية لن يعودوا إلى أن يتم تسوية الوضع القائم منذ أمد طويل في الحديدة والموانئ الأخرى في البحر الأحمر، وإلى أن تستقر العملة اليمنية، وتتحسن القوة الشرائية للأسر اليمنية من خلال استئناف دفع الرواتب الحكومية.
لا يتمتع الحوثيون بشعبية كبيرة في الجنوب، حيث يُبدي السكان المحليون امتعاضاً من الخضوع لسيطرة الشماليين،وسيكون طرد الحوثيين من العاصمة صنعاء والمرتفعات الشمالية، حيث نشأت حركتهم، أصعب كثيراً، توقف كذلك هجوم التحالف على ميناء الحديدة الغربي، بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار. سعى السعوديون، في ظل عجزهم عن التقدم، مؤخراً إلى التوصل لاتفاق سلام تفاوضي، وهو ما لم يحقق نجاحاً كبيراً. وبدون الدعم الإماراتي، يبدو الانتصار السعودي بعيد المنال.