تعاني السيدات في مصر بشكل متكرر من نقص في أدوية منع الحمل سواء كان ذلك بمراكز الأمومة والطفولة التابعة لوزارة الصحة والسكان أو في الصيدليات، وذلك بسبب استيرادها من الخارج واحتكار عدد من الشركات وعدم وجود مصنع محلي يعمل على توفيرها، ولكنها أزمة حقيقية تعرقل خطط التنمية في مصر وتعمل على تفاقم مشكلة الزيادة السكانية وسبل الحد منها.
وأوضح الدكتور محمود فؤاد المدير التنفيذي للمركز المصري للحق في الدواء، أن مصر تعاني منذ 3 أشهر من نقص واختفاء أدوية منع الحمل، فالدولة لديها برامج منذ أكثر من 20 عامًا للحد من مشكلة الزيادة السكانية، وتحصل على منح وقروض من أمريكا والاتحاد الأوروبي لذلك، مع وجود مراكز الأمومة والطفولة في كل ربوع مصر وعملهم الأساسي الحد من زيادة النسل وفي النهاية ليس لدينا أدوية تحديد نسل.
اقرأ أيضًا: "النواب" يوافق على مواد مشروع قانون الهيئة المصرية للدواء (صور)
وأضاف المدير التنفيذي للمركز المصري للحق في الدواء لـ"أهل مصر"، أن السيدات التي لا يستطعن الحصول على أدوية منع الحمل من مراكز الأمومة والطفولة التابعة لوزارة الصحة ويحصلون على هذه الأدوية من السوق السوداء، فمثلا "الياسمين" بـ150 جنيهًا وثمنه في الصيدليات 40 جنيهًا، وهذا لمن يمكنه الشراء ولكن ليس للأسر الفقيرة، قائلا: "تذهب للوحدات الصحية لصرفه بيقولولهم تعالوا بكرة أو بعده ولو موجود في مكان مش موجود في التاني ودي كارثة لأن بعد سنة هنشوف النتائج في الزيادة السكانية والتعداد السكاني".
كما أكد الدكتور حاتم البدوي، سكرتير عام شعبة الصيدليات باتحاد الغرف التجارية، على وجود نقص بأدوية منع الحمل في الصيدليات، الأمر الذي يمثل خطورة شديدة في ظل حملات وزارة الصحة والسكان بتحديد النسل وتنظيم الأسرة وقلق السيدات من استخدام اللولب، مضيفًا أن نقص الأدوية أصبح بمثابة عرض مستمر متكرر منذ أربع سنوات وليس وليد اللحظة.
ومن جهتها، ردت الدكتورة سماح سعد عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، على ذلك أنه بالنسبة لحبوب منع الحمل، إذا كان هناك نقص في توفيرها فهي كارثة حقيقية، لأن شريط حبوب منع الحمل عبارة 25 حباية يكون تناولها بمعدل واحدة يوميًا ويتم وقف تناولها لمدة 5 أيام الخاصة بالدورة الشهرية للسيدة ومن ثم يتم تناولها مجددًا لمدة 25 يومًا أخرى، وذلك بشكل متوالي وهو ما يعمل على تنظيم الدورة الشهرية إضافة إلى منع أي تلقيح لأي بويضة طوال هذه الفترة.
وأشارت "سعد" في تصريحات إلى "أهل مصر" أنه في حالة وقف تناول حبوب منع الحمل يتسبب ذلك في حدوث اضطرابات ونزيف للسيدة بسبب تغير الهرمونات بشكل مفاجئ وفقدان السيطرة على منع تلقيح البويضة لعدم وجود المادة التي تتسبب في منع حدوث ذلك، وكل هذا يساعد على زيادة معدلات المواليد والزيادة السكانية، قائلة: "الريس عمال يقول الزيادة السكانية وخطط التنمية"، مشيرة إلى أهمية معرفة أماكن النقص تحديدًا في المحافظات لحل المشكلة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
