إيران تشعل في نفسها بقرار "تخصيب اليورانيوم".. هل يعود مفاعل "إيراك" إلى سابق عهده؟

تخصيب اليورانيوم
كتب : سها صلاح

لم يعد لدى إيران أي ساحات تغامر فيها أو أوراق ضغط تستخدمها أو قوى إقليمية أو عالمية تستنجد بها في مواجهة الضغوط الأمريكية في ظل انهيار سياسي واقتصادي، حتى يمكن القول أن إيران اقتربت من الهاوية ما دفعها إلى انتهاج سياسة حافة الهاوية، وهي سياسة تسعى من وراءها طهران إلى تحقيق مكاسب معينة عن طريق إشعال أزمة دولية أو حرب إقليمية.

فرغم التحذيرات الدولية التي صدرت حتى من القوى المتحالفة مع إيران وعلى رأسها روسيا من انتهاك طهران للاتفاق النووي، والعودة إلى تخصيب اليورانيوم خارج اتفاق النووي، أعلنت مصادر إيرانية عن وجود قرار حكومي يقضي برفع نسبة تخصيب اليورانيوم عن الحد المسموح به ضمن الاتفاق النووي، 3.67% وهو اختراق واضح وصحيح ليس فقط لبنود الاتفاق النووي، بل لمعاهدات دولية أخرى كانت إيران قد وقعت عليها وعلى رأسها معاهدة الحد من الانتشار النووي.

ولقد واجه المجتمع الدولي بأكمله قرار إيران زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم بالانتقادات، ودعت وكالة الطاقة الذرية إلى عقد اجتماع طارئ في 10 من الشهر الجاري لبحث تداعيات هذا القرار، وأصدرت العديد من العواصم الأوروبية إدانات شديدة اللهجة لهذا الانتهاك الإيراني.

إن سير إيران في هذا الاتجاه، يعني الإعلان عن الخروج ليس فقط من الاتفاق النووي، بل من منظومة المجتمع الدولي، ويشير إلى سعيها إلى تحويل الأجواء السياسية إلى أجواء عسكرية ترفع معه مستوى المخاطر والتهديدات الأمنية في المنطقة والعالم، بحيث يكون مفتاح باب تهدئتها بيد النظام الإيراني عبر التفاوض على رفع العقوبات، لكن هذه الخطوة ستوجع إيران وتضرها بصورة عاجلة، وستكون عواقبها أكبر بكثير مما تتوقعه طهران، لأنها ستدفع باصطفاف دولي ضدها، وتعطي حجة للولايات المتحدة لإيجاد إجماع دولي حول سياساتها، فضلا عن عودة العقوبات الأوروبية التي سيكون لها عواقب كارثية على الاقتصاد الإيراني المتهالك، والأهم من ذلك، أن الإصرار على قرار التخصيب بنسبة تفوق 3.67%، يعني أن مفاعل "أراك" سيعود إلى ظروفه السابقة، وهي ذريعة دولية كافية لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية قد تمتد إلى مواقع عسكرية يشتبه باحتضانها أنشطة نووية سرية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً