على مقربة من الطريق الصحراوى الغربي بأرض الشهداء الشاهدة على الدماء المباركة بمركز بنى مزار شمال محافظة عروس الصعيد، يقع مزار وضريح سيدى على الجمام قاضي قضاة ولاية البهنسا يحتضن داخل أروقته الشجرة التى استظلت تحتها السيدة مريم العذراء برفقة عيسي عليه السلام، خلال رحلة العائلة المقدسة؛ ليعد مزار سيدي علي الجمام رحلة روحانية تجسد ترابط الأديان ما بين مسلم وقبطي علي حدا سواء.
يقصد الآلاف من العرب والأجانب من جنسيات متعددة يأتى فى مقدمتها دولة إندونيسيا بشكل دورى فى أفواج سياحية تحرص على زيارة مزار وضريح سيدى على الجمام، قاضى قضاة ولاية البهنسا التى استشهد على أرضها أكثر من 50 صحابيا من صحابة رسول الله، فيما يلجأ البعض الآخر للتبرك بصاحب المقام، على الرغم من بعد المسافة والطريق المؤدى إلى مزار وضريح سيدي على الجمام إلا أنه بات مقصدا لمريديه فى كل يوم جمعة من كل أسبوع.
سيدي على الجمام شيخ المالكية فى عصره، الذي عرف عنه التقوى والصلاح فى استنباط الحكمة من كتاب الله وسنة رسوله، يختلف مزاره وضريحه عن الأضرحة الأخرى لكافة الصحابة الذين أستشهدوا على أرض البهنسا، حيث يجاور ضريحه مسجده المتواضع المشيد حديثا ولم يكن متواجدا من وقت وفاته، ويجاور المسجد أضرحة الصحابة وهو المسجد المنفرد بتلك المكانة وسط الأضرحة المباركة والذي يقع علد بعد خطوات من شجرة مريم وعيسي عليه السلام واللذان استظلا اسفلها، كما تقع قبته التى تجسد الطراز العثمانى لكونها حديثة ولم تشيد وقت وفاته عبارة عن مربع تعلوه 4 حنايا تعلوها القبة الدائرية.
يقول سلامة زهران، مدير منطقة الأثار الاسلاتمية والقبطية بالبهنسا: "المكان المتواجد به مزار وضريح سيدي على الجمام لم يكن الحالى لكنه كان يتواجد الضريح قديما أعلى التل الأثري بالبهنسا، لكنه نقل إلى المكان الحالي لقيام مجموعة من بعض جماعات الإنجليز للحفر والتنقيب عن أثار عصرا ما حينها قرروا نقل الضريح إلى مكانه الحالى، ويتوافد إليه العديد من العرب والأجانب والطلاب اللوافدين من الدول الأوروبية".
واستكمل، مدير عام الأثار الإسلامية والقبطية بالبهنسا، إن الاسم الحقيقي لسيدي على الجمام ، قاضى قضاة ولاية البهنسا، هو الأسعد أبو البركات ابن القاضى الجليس عبد العزيز البهنسي، وتضم ساحته ضريح صاحب المقام والضريح فضلا عن وجود استراحة لاستقبال الزوار، هذا إلى جانب أن الضريح يضم بين ساحته ويقع على مسافة قريبة منها الرمز الشاهدة على رحلة العائلة المقدسة "شجرة السيدة مريم العذراء".