اعلان

العملية العسكرية غرب العراق.. هل أعاد "داعش" لملمة أشلائه انطلاقا من هذه البؤرة؟.. وخبراء: التنظيم موجود طالما يحصل على دعم

في 9 ديسمبر من العام 2017، وبعد نحو عام من انطلاق العمليات العسكرية من الموصل في شمال العراق، أعلن رئيس الوزراء العراقي، حينها، حيدر العبادي، سيطرة قواته "بشكل كامل" على الحدود السورية العراقية، مؤكدا "انتهاء الحرب" ضد تنظيم داعش، قائلاً "قواتنا سيطرت بشكل كامل على الحدود السورية العراقية ومن هنا نعلن انتهاء الحرب ضد داعش"، مشيراً إلى أن هذا الانتصار هو انتصار للمنطقة بالكامل، وفي سوريا بـ19 ديسمبر من عام 2018، أي بعد ما يزيد عن 4 سنوات من التواجد العسكرى الأمريكى هناك، أعلنت إدارة الولايات المتحدة الأمريكية سحب قواتها من كامل الأراضى السورية، وإعلانها هزيمة تنظيم داعش هناك.

وبالرغم من ذلك إلا أن الجيش العراقي أمس خرج بإعلان أثار الجدل مرة أخرى حول وضع تنظيم داعش الإرهابي في بعض المدن العراقية، حيث أنطلقت عملية عسكرية جديدة في ثلاثة محافظات "صلاح الدين ونينوى والأنبار" بدعم من الجيش والقوات الجوية والتحالف الدولي ما يشير إلى انها عملية "واسعة النطاق" ستستمبر لأيام ويمكن لاسابيع مقبلة،ولكن ما الذي دفع الجيش العراقي لإطلاق مثل هذه العملية بعد نحوعام ونصف من إعلانه القضاء على داعش، وسحب أمريكا لبعض قواتها؟ هل أعاد التنظيم لملمة أشلائه واستجماع قواه انطلاقا من بعض البقع التي لازال يتواجد بها هناك، واستخدامها مراكز انطلاق لإعادة إحيائه مرة أخرى؟ هل سيحيا داعش ثانية ويصبح أكثر شراسة مما كان؟، سنسرد لكم في التقرير التالي ما آل لنا من معطيات في هذا النحو.

وفي هذا السياق،أكد اللواء "رضا يعقوب" خبير مكافحة الإرهاب الدولي، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر": "نحن لم نقض على "داعش" بشكل كامل، وإنما لا زالت له جيوب، فيرغب في جمع شتات قواته المتفرقة لإثبات تواجده مرة أخرى".

اقرأ ايضاً.. تصفية 3 إرهابيين في غارة للتحالف الدولي غربي كركوك بالعراق

ونفى "يعقوب" أن يعود تنظيم داعش الإرهابي مثلما كان في سابق عهده عام 2014 عندما استولى على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق معلناً "الخلافة المزعومة".

وقال يعقوب: "وجود داعش على السطح هذه المرة لن يكون مثل وجوده سابقا"، معللا ذلك بقوله: "فداعش لم يعد يرغب في التوسع في الأرض لأنه أدرك أن فكرة الخلافة مجرد "أكذوبة"، واقتنع أنه لا يوجد ما يسمى بـ"الولاية الإسلامية".

اقرأ أيضاً..العراق يوقع اتفاقية مع البنك الدولي لتطوير قطاع الكهرباء بقيمة 200 مليون دولار

وفسر "يعقوب" ما يقوم به التنظيم الإرهابي بين الحين والآخر من عمليات إرهابية مزعزعة للاستقرار، أنها: "محاولات من التنظيم الإرهابي لإثبات وجوده على الأرض؛ ليؤلّم الدول التي كان له نفوذ بها، و يحاول لملمة ما تبقى من أشلائه وشتاته وذئابه المنفردة وخلاياه النائمة؛ لإضعاف ثقة الرأي العام في المؤسسات الوطنية في الدول التي كان يسيطر على أجزاء منها".

وعن إمكانية إحياء التنظيم مرة أخرى بعد الخسائر التي تكبدها والفشل الذي منى به في الشرق الأوسط جراء الجهود التي بذلت من جانب الجيوش النظامية لتلك البلاد وبمعاونة التحالف الدولي، أكد يعقوب: "إن ذلك بمثابة ضرب من الخيال ولن يحدث أبدًا؛ فالولايات المتحدة الأمريكية تحاول أن توجِد قوات ألمانية على سطح الأرض في مناطق نفوذ داعش، بل وتلزمها بذلك، من منطلق أن ألمانيا ضمن قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش، الـ 80 دولة، وإن كانت ألمانيا تشارك في هذه الحرب بطائرات استطلاع والطائرات الخاصة بتزويد المقاتلات بالوقود جواً، ولكن الولايات المتحدة ترغب في أن يكون لألمانيا قوات برية على سطح الأرض"، وشدد يعقوب مجددًا: "فداعش لن يعود مرة أخرى، ولكن ما يحدث هو عمليات إرهابية مشتتة عشوائية يقوم بها التنظيم الإرهابي".

وأوضح خبير مكافحة الإرهاب الدولي أن التنظيم الإرهابي "تنظيم حدودي صحراوي يعيش بين الدول، كالعراق وسوريا، ولا يزال له في العراق بعض الجيوب، ومازال ينفذ بعض العمليات الإرهابية في أوروبا، في ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، ولكنها مجرد عمليات يائسة ليست بالقوة التي كانت بها سابقا، فلا يوجد له ظهير سطحي على الأرض"، لافتاً إلى أنه "حتى عندما أدلى البغدادي ببيانه الأخير، قمنا بتحليل المكان المتواجد فيه، وتم الكشف أنه متواجد في "جبل سنجار"، ولا يزيد المكان المتواجد فيه هو وشتاته عن 100 كيلومتر مربع، ومن خلال الرداء الشتوي الذي كان يرتديه، حددنا مكانه بالضبط، فداعش لن يعود ثانية وإنما قد يظهر بعمليات ذئاب منفردة ويحرك بعض خلاياه النائمة".

اقرأ أيضاً..تركيا تعلن تحييد 61 مسلحا كرديا منذ بدء عملية "المخلب" شمالي العراق

كانت تقارير ذكرت أن داعش بعد فشله في الشرق الأوسط سيلجأ إلى أفغانستان لاستجماع قواه ثانية وإعادة لملمة أشلائه مرة أخرى مستغلا الصراع القائم منذ أمد بعيد بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية، وفي هذا السياق أكد الخبير في مكافحة الإرهاب الدولي، اللواء "رضا يعقوب"، في تصريحاته لـ"أهل مصر"، أن "داعش بالفعل له تواجد ملحوظ في أفغانستان وبعض البلدان المجاورة كالفلبين"، وذكر "يعقوب" أنه بالفعل تواصل مع مسؤولين هناك وأخبروه أنهم قضوا فعلا على 100 عنصر داعشي متواجدين على أرضهم"، مشددا على أن "داعش بدأ فعلا في التوجه إلى هذه البقعة ولكن بشتات وليس بالقوة التي كان يتصف بها في منطقة الشرق الأوسط، إنما مجرد أشلاء من قواته يحاول حشدها وتنفيذ بعض العمليات الفردية أو العشوائية".

وحول إمكانية أن يستخدم داعش أرض أفغانستان كنقطة انطلاق بوصفها ملاذا أكثر خصوبة، قال الخبير في مكافحة الإرهاب الدولي: إن "داعش يعتمد أكثر على المناطق الصحراوية التي يستطيع من خلالها تدريب قواته، والتي يستطيع أيضا أن يستجمع فيها مالياته، حيث أن هناك بعض الدول التي توفر له الدعم بمختلف أشكاله"، موضحا: "توفر لهم المأوى ومراكز التدريب، فضلا عن إمدادهم بالمال"، لافتا إلى أن "داعش سيظل موجودا طالما أن له امدادات من الخارج، ونحن نناشد العالم بعدم توفير ملاذ آمن لهذه العناصر الإرهابية في أي دولة في العالم، بمنعهم من مراكز التدريب وبمحاولة مصادرة أموالهم، كي يضمحل هذا التنظيم ولا يكون له وجود ثانية".

ومعلقا على تقارير ذكرت أن الولايات المتحدة الأمريكية توفر الدعم لداعش في أفغانستان على غرار تلك المباحثات التي كانت تجريها مع حركة طالبان، نفى "يعقوب" أن تكون أمريكا داعما لداعش هناك، موضحا: "أمريكا دعمت القاعدة وطالبان، فهناك تفاوض بين أمريكا والحركة المسلحة حاليا على أساس أن الولايات المتحدة ستسحب قواتها من أفغانستان وتترك تنظيم القاعدة هناك"، وأكد يعقوب أن "قطر هي من تتوسط في هذه العملية، حيث توجِد قطر تواصل بين طالبان والولايات المتحدة الأمريكية، وأنشأت في عاصمتها الدوحة مكتب سياسي باسم الولاية الإسلامية في أفغانستان، "ولاية خراسان"، لعناصر طالبان الإرهابية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً