السفير العراقي لدى واشنطن يطلق تصريحا مثيرا للجدل بشأن التطبيع مع إسرائيل

كتب : وكالات

أثارت تصريحات السفير العراقي لدى واشنطن، فريد ياسين، حول عدم ممانعة بلاده التطبيع مع إسرائيل، ردود فعل كبيرة تستنكر تلك التصريحات وتطالب بمحاسبة السفير، والتدقيق في اختيار من يمثل البلاد، وفق ما ذكره مراقبون.

اقرأ أيضاً: تصفية 3 إرهابيين في غارة للتحالف الدولي غربي كركوك بالعراق

قال عبد الملك الحسيني، المحلل السياسي العراقي، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية، اليوم الاثنين، إن السفير العراقي في واشنطن فريد ياسين "خانه التعبير، فهو حاول جاهدا أن يتكلم بموضوعية ليعبر عن اعتزازه بالجالية اليهودية العراقية".

وتابع المحلل العراقي، "هناك أسباب اعتبارية وأخلاقية تخص قضية فلسطين تمنع من إقامة مثل هذه العلاقات، وتصريحات السفير هذه والتي تم التصدي لها سياسياً وليس موضوعياً تعكس حالة من عدم وضوح الرؤية في السياسة الخارجية للعراق".

اقرأ أيضاً: العراق يوقع اتفاقية مع البنك الدولي لتطوير قطاع الكهرباء بقيمة 200 مليون دولار

مضيفا، "عدم وضوح السياسة الخارجية العراقية ليس فقط تجاه الموقف من العلاقة مع إسرائيل والتي يزورها بين فترة وأخرى عدد من المسؤولين العراقيين بشكل غير رسمي وغير معلن، بل هناك العديد من القضايا والحوادث الدولية والإقليمية لم يكن موقف العراق واضحا تجاهها وكان الإرباك فيها هو سيد الموقف إن لم نقل بأن هناك مواقف ووجهات نظر مختلفة ومتناقضة أحياناً لدى عدد من السفراء العراقيين في الخارج تعكس حالة الانقسام والتخبط السياسي الموجود في البلد".

وأكد الحسيني أن "سياسة المحاور الإقليمية والدولية تفرض وجودها على العراق وتعزز من هذا الانقسام، وربما سفير العراق في واشنطن سيكون أحد ضحايا هذا الانقسام، بل نستطيع القول بأن وزارة الخارجية نفسها تمارس عليها ضغوطات من أجل اتخاذ مواقف وإصدار بيانات قد لا تمثل إرادة العراقيين ولا تعكس الصورة السياسية والمواقف المتوازنة التي يجب أن ينتهجها بلد يتمتع بالسيادة ووحدة القرار والإرادة".

وأصدرت وزارة الخارجية العراقية بيانا صحفيا عقب الانتقادات التي طالت سفير بغداد في واشنطن، فريد ياسين، الذي تطرق في ندوة صحفية إلى مسألة التطبيع مع إسرائيل.

وجاء في بيان الوزارة "تناقلت وسائل الإعلام تصريحات غير مناسبة على لسان السفير العراقي في واشنطن. ويهم وزارة الخارجية أن توضح أن الدول ووسائل الإعلام تولي أهمية خاصة للقضية الفلسطينية، والتي غالبا ما تمثل محورا أساسيا في المؤتمرات واللقاءات التي يحضرها ممثلونا ووفودنا في الخارج".

وتابع البيان "يحصل أحيانا اجتزاء، أو نقص تعبير يقع فيه البعض يشوه موقف العراق المبدئي؛ لذلك نجدد التأكيد أن موقف العراق إزاء القضية الفلسطينية هو نفسه الموقف المبدئي والتاريخي برفض الاحتلال الإسرائيلي، واغتصابه لأرض عربية".

وشددت الوزارة على أن العراق لا يقيم "أية علاقات مع دولة الاحتلال، ملتزمون بمبدأ المقاطعة".

و"لطالما كان العراق في جميع المحافل الإقليمية والدوليّة، وعلى طول التاريخ داعما للقضية الفلسطينية، وللشعب الفلسطيني في نضاله، والدفاع عن حقوقه، ولم يتخل يوما واحداً عن موقفه، الرافض لكل أشكال التطبيع مع هذا الكيان الغاصب للأرض والذي يقتل، ويهجر، ويدمر حياة الإنسان ظلما وعدوانا".

وكان السفير ياسين قد أجاب عن سؤال بخصوص مؤتمر البحرين الأخير حول صفقة القرن وإمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل قائلا: "هنالك أسباب موضوعية قد تدعو لقيام علاقات بين العراق وإسرائيل منها أن هنالك جالية عراقية مهمة في إسرائيل"، موضحا أن أبناء تلك الجالية لا يزالون معتزين بتقاليدهم العراقية.

وأضاف السفير أن هناك سببا آخر قد يدفع لإقامة العلاقات وهي تكنولوجيا الري التي تفوقت فيها إسرائيل من خلال استصلاح الأراضي الصحراوية التي تعاني من شح المياه.

وتدارك بالقول إن "الأسباب الموضوعية ليست كافية للتواصل مع إسرائيل حيث هناك أسباب معنوية واعتبارية أقوى لا تسمح بذلك، لأن "العراقي يمتثل للأسباب المعنوية والاعتبارية".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً