لا يكاد يخلو منزل بالأرياف فى صعيد مصر، وخاصة فى محافظة سوهاج من وجود الفرن البلدي والكانون، ويعتمد عليهما المنزل بطريقة أساسية، وفي الآونة الأخيرة بدأ الاعتماد عليهما يقل كثيرا بسبب انتشار الأدوات البديلة الأخرى، مثل البوتاجاز والميكروويف، وغيرهما.
الكانون والفرن البلدي
ويذكر أن منازل الأهالي بالصعيد تحتوى على العديد من المقتنيات، والأدوات التي يتم صناعتها باليد وأخرى يتم شراؤها، وتستخدم فى المساعدة على قضاء حوائج المنزل، ومازالت تلك المنازل تحتفظ بطابعها الخاص، الريفي والخضرة المحيطة به.
الكانون والفرن البلدي
وبعد الزيادة التي لحقت بأسعار المواد البترولية فى الأيام الأخيرة مما يكلف أصحاب المنازل مبالغ مالية عالية نتيجة الاستهلاك فى الطهي أو بعض الأغراض المنزلية الأخرى، اضطر الكثير منهم إلى العودة إلى منتجات الطبيعة «الكانون والفرن البلدي» أملا فى توفير النقود التي لا يستطيعون التحصل عليها بسهولة من أجل شراء السولار أو اسطوانات الجاز.
الكانون والفرن البلدي
يؤكد أحمد رفاعي، 58عاما، عامل بمدرسة، أنه اضطر في منزله إلى العودة لاستخدام «الكانون والفرن البلدي» نتيجة عدم مقدرته على شراء اسطوانة البوتاجاز أو الجاز للأدوات التي يقوم باستخدامها فى الاشتعال لطهي الطعام مثل البوتاجاز وغيره.
وتضيف زوجته أحلام محمود، 55 عاما، ربة منزل أنها بدأت فى استخدام الكانون البلدي بدلا من البوتاجاز فى طهى الطعام وتسخين المياه أو عمل بعض المشروبات الساخنة نتيجة ارتفاع أسعار اسطوانة الغاز والجاز الذى يستخدم فى وابور الطهي.
الكانون والفرن البلدي
وأكدت أيضا أنها اتجهت إلى استخدام الفرن البلدي في تسوية المخبوزات بدلا من فرن البوتاجاز التي تعمل على اسطوانة الجاز أملا فى توفير المبالغ المالية بسبب ارتفاع سعر المواد البترولية، وحتى تتمكن من التوفير ومساعدة زوجها فى تدبير بعض الأموال واستخدامها في الإنفاق على الأبناء وخاصة فى قرب دخول المدارس.
الكانون والفرن البلدي
أما حليمة عزيز، 48 عاما، ربة منزلـ تقول «رجعت ريما لعادتها القديمة» حيث تقوم الآن باستخدام «الكانون والفرن البلدي» فى قضاء أغراض المنزل، بدلا من البوتاجاز وفرن الصاج، وتؤكد أنها تستخدم لذلك بعض مخلفات المحاصيل الزراعية من الحطب وأعواد الذرة الغليظة والرفيعة والجريد، وبعض مخلفات الحيوانات بعد تجفيفها.
اقرأ أيضا.. بطعم المجاري.. ضبط 11 طن مكرونة غير صالحة للاستخدام الآدمي بسوهاج
ويؤكد أحد العاملين بالتموين، انه لجأت العديد من الأسر بكافة قرى ونجوع محافظة سوهاج إلى العودة لاستخدام «الكانون والفرن البلدي»، بعد قرار الحكومة برفع أسعار المواد البترولية والبوتاجاز، ووصول سعر اسطوانة البوتاجاز المنزلية سعة 12.5 كيلو جرام إلى 65 جنيهًا، وزيادة لتر السولار الى 3.75 قرش.
وأضاف أن ذلك يهدد بانتشار الحرائق، بسبب تطاير شرار الفرن البلدي وحدث كثيرا فى الآونة الاخيرة، وقضت تلك الحوادث على الأخضر واليابس في عشرات المنازل، بالإضافة إلى إصابة وموت بعض المواطنين.
الكانون والفرن البلدي
وتروى ميرفت أحمد، إحدى قاطني المدن فى سوهاج أن ارتفاع الأسعار فى المواد البترولية يؤثر كثيرا على ربات البيوت من سكان المدن أكثر من القري، لأن القري تمتلك المخلفات الزراعية وغيرة من وقود تلك الأفران ومتسع من الأماكن لها عكس سكان المدن والشقق السكنية.
اقرأ أيضا.. تسمم طالب لتناوله "ساندوتش كبدة" في سوهاج
وأكد محمد حسين دياب وكيل مديرية تموين سوهاج، أن الحكومة حددت أسعار المواد البترولية ومن يخالفها يعرض نفسه للمساءلة القانونية، وأن سعر اسطوانة الجاز وصل 65 جنيه، وسع لتر السولار وصل 6.75 جنيها، ويتم فى صباح ومساء كل يوم عمل حملات تفتيشية على مصادر بيع تلك المواد والتأكد من البيع بالأسعار القانونية.