ربما كانت حلقة من مسلسل شهد أحداثها الشعب التركي وشهدها العالم معه ففي محاولة تشبه الرقم القياسي تمكنت تركيا من إحباط محاولة انقلاب قام بها ضباط في الجيش ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية، وذلك بعد 6 ساعات فحسب من بدايتها عندما خرج بمئات الآلاف متحديا حظر التجوال والأحكام العرفية.
فمن خلال فريقين كلا منهما يبحث عن مصلحته انقسم الشعب التركي الي مؤيد للرئيس التركي ومعارض أيضا حيث اتهمت هيئة الاستخبارات الوطنية في تركيا قيادة سلاح الجو وقوات الدرك بتدبير عملية الانقلاب الفاشلة، ومحاولتهما السعي إلى الاستيلاء على السلطة بالقوة.
وبحسب ما أفادت الشبكات التلفزيونية التركية فإن "محاولة الانقلاب كان يديرها المدعي العسكري العام التركي محرم كوسا بدعم من 46 ضابطا تركيا رفيعي المستوى، في الوقت الذي تم فيه القبض على كوسا وبعض الجنود الموالين له في المطار الدولي وفي عدة أماكن اخرى.
وطبقا لما أعلن الجيش التركي فإن "فصيلا عسكريا احتجز رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال خلوصي أكار، وحاول تنفيذ عملية انقلاب فاشلة، استخدم من خلالها دبابات وطائرات هليكوبتر في محاولة للاستيلاء على السلطة خلال الليل".
كما أشار أردوغان الي أن يقف وراء الانقلاب هو فتح الله كولن الذي يعيش في أمريكا.
لكن كولن نفى بشكل قاطع أي علاقة له بمحاولة الانقلاب العسكري الفاشلة التي نفذها بعض عناصر الجيش التركي، بل ندد عبر بيان صدر عنه عنه منتصف ليل الجمعة بأشد العبارات بمحاولة الانقلاب الفاشلة، لافتا إلى أنه ينبغي الفوز بالحكم من خلال عملية انتخابية حرة وعادلة.
وعلي المشهد الآخر يأتي المؤيدون حيث خرجت تظاهرات مناوئة في عدة مدن تركية، لانقلاب الجيش في تركيا، في وقت شهد محيط جسر البوسفور في إسطنبول إطلاق نار كثيف.
وفيما ذكرت وكالة الأناضول الحكومية أن آلاف المواطنين نزلوا في تظاهرات بمدن تركية مختلفة للتنديد بمحاولة الانقلاب.
في المقابل أعلن قائد الجيش الأول التركي وقائد البحرية أن قواتهما لا تدعم الانقلاب، وحزبا المعارضة الرئيسيان (الشعب الجمهوري) و(الحركة القومية) يرفضان سيطرة الجيش على الدولة.
من جانبها دعت المساجد المواطنيين للخروج، بعدها استجاب مئات الآلاف يتدفقون للشوارع في المدن التركية ضد محاولة الانقلاب ويحاصرون القوات المنتشرة في الشوارع.
كما أعلن الرئيس التركي السابق عبد الله جول رفضه للانقلاب، داعيًا المواطنين للنزول إلى الشوارع "لإنقاذ الديمقراطية"، مشددًا على أنه لا يمكن قبول أي انقلاب عسكري في البلاد، وأنه سيتم محاكمة المشاركين في هذه "الجريمة".
ودعا رئيس الوزراء التركي يلدريم المواطنين في مدنهم إلى عدم ترك الساحات التي تجمهروا بها، مؤكدًا أن الطلعات الجوية التي يقوم بها منفذو محاولة الانقلاب الفاشل سيتم التعامل معها.