كارثة لم تكن فى الحسبان، غيرت مسار حياة أسرة فقيرة تعيش فى قرية شطورة التابعة لمركز طهطا، وزادت أحوالهم بؤسا وشقاء، حيث اندلع حريق فى الشقة المتواضعة التي يعيشون بها، نتيجة ماس كهربائى، تسبب في وفاة طفلة بالغة من العمر عاما و3 أشهر، فضلا عن أن النيران التهمت الأخضر واليابس.
أسرة بسيطة تتكون من 5 أفراد، تعيش فى منزل من طابقين، مساحته لا تتعدى 70 مترا، ولا يوجد به إلا غرفة ومدخل وسلم للطابق الثاني، وسقف الطابق الثاني من الأفلاق والنخيل والاخشاب تعلوها طبقة من الطين، ويتكون من 3 غرف صغيرة ومطبخ وحمام.
رب الأسرة «ناصر لطفى محمد» فى العقد الرابع من العمر، بمنطقة العبلة بقرية شطورة، يعمل بالأجرة فى الحقول المجاورة عند الجيران والأقارب، كما يعمل أحيانا فى المعمار، من أجل لقمة العيش، وقد يعمل طوال الأسبوع وقد لا يجد عملا في أي يوم.
وقال «ناصر» إن النيران عندما اشتعلت لم يكن بالمنزل، بل كان يعمل بأحد الحقول، ورأى النار تعلو فى السماء ولم يتوقع أنها بمنزلة، وكعادته وعادة أهل القرية هرولوا سريعا فى اتجاه النيران، وكانت المفاجأة أنه وجد النيران تلتهم منزلة وابنته الصغرى «أشرقت»، وحاولوا إخراج الطفلة ولكن بسبب شدة الحريق لم يتمكن أحد من انتشال الطفلة الصغيرة، وتم انتشال الأم، وطفلته الأخرى «أميرة» 4 سنوات، وطفله «أيمن» عامان.
قضت النيران حقا على الأخضر واليابس فى المنزل، ولم تترك إلا الملابس التي يرتدونها، حتى الحوائط تأثرت من ارتفاع درجة الحرارة، فيما أكد «ناصر» أنه راض بقضاء الله وقدرة ويحمد الله على ذلك، وأن الله أبقى له طفلين من ثلاثة كانوا أقرب إلى الموت برفقة والدتهم لحاقا بأختهم رحمة الله عليها، وأضاف أنه يحمد الله على نجاة أخيه الذي تمكن من إخراج زوجته وبقية أبنائه.
اقرأ أيضا.. حريق يلتهم 4 منازل وكشك للخضار والفاكهة في سوهاج
وقالت زوجة «ناصر» إن الجيران وشقيق زوجها حاولوا جاهدين انتشال الطفلة من قلب النيران ولم يستطيعوا لأنها كانت تتساقط من السقف كأهوال جهنم، مؤكدة أنها تحمد الله على ما أصابها وأصاب زوجها، الذي بات "على الحديدة".
في سياق متصل، طالب «ناصر» المسئولين بالنظر إليه بعين الرأفة ومحاولة تعويضه بعض الشيء، فهو الآن وزوجته وطفلاه لا يملكون إلا الملابس التي نجوا بها على أجسادهم، وانتقل إلى منزل والده المجاور ليقيم فى غرفة ضيقة إلى حين أن يكرمه الله بأهل الخير من المسئولين والأهالي بمساعدته في إعادة ترميم المنزل، وبعض المكونات الأساسية مثل الدولاب والسرير والبوتاجاز، وأنبوبة البوتاجاز وبعض الأواني.
اقرأ أيضا.. "من فات قديمه".. عودة "الكانون والفرن البلدي" بعد ارتفاع أسعار البوتاجاز في سوهاج
وتضيف زوجته أنها ترغب بإضافتها إلى برنامج «تكافل وكرامة» فى سوهاج، كغيرها من الناس وخاصة أن زوجها أجير لا يملك دخلا ثابتا ولا يتقاضى أي مبالغ من أي جهة حكومية أو أهلية.