«السوشيال ميديا» ساهمت في زيادة نسب العنوسة والطلاق.. ونحاول تصحيح المفاهيم بطريقة دينية وعقلية
الدولة نجحت في تمكين المرأة خلال الفترة الأخيرة.. وهناك نهضة توعوية كبيرة
العنف ضد المرأة متزايد ونحاول محاربته.. ونتعاون مع راهبات الكنيسة لخدمة الإنسانية
يجب تنظيم النسل بين السيدات.. والمشكلة السكانية عائق في طريق التنمية
فوجئنا بنظرة الرجال لنا في الملتقيات الفكرية.. وسننتشر في المحافظات
إرسالنا في بعثات الحج تجربة جديدة علينا.. ونحن في خدمة الحجيج
لا تعارض بين دور الإمام في المسجد ودور الواعظة
فكرة جديدة على المجتمع المصري نفذتها وزارة الأوقاف في الفترة الأخيرة، ربما كانت غريبة على المجتمع المصري أن يرى واعظة تتحدث في ملتقى فكري أما جمع غفير من الرجال، إضافة إلى إرسالهن في قوافل دعوية إلى محافظات الجمهورية لنشر الإسلام الوسطي وتصحيح المفاهيم الخاطئة.
ولقد أعدت الأوقاف الواعظات إعدادا جيدا من خلال تدريبهن على مهارات التواصل الدعوى وتأهيلهن علميا ودينيا بما يساعدهن على تبسيط المعلومة لسيدات مصر، وخاصة الذين تأثرن بالفكر المتشدد الذي كانت تنشره الجماعات الإرهابية ولا زال عالقا بأذهان كثير من الناس، أيضا قررت الأوقاف إرسال بعثة واعظات هذا العام مرافقة لبعثة الحج لتعليم النساء المناسك والتيسيرات.
ومن أجل ذلك كان لـ«أهل مصر» هذه الندوة الشيقة والتى كانت ضيفتها الواعظة عبير أنور لتتحدث فيها عن تجربتها كواعظة في وزارة الأوقاف وفكرة تقبل المجتمع المصري لدور الواعظات وأهم المشكلات التى تقابل السيدات في المجتمع المصري وأمور عدة كثيرة تقرأها في الحوار التالي.. وإلى نص الحوار:
حديثنا من أين أتت فكرة عمل الواعظات بوزارة الأوقاف؟
منذ زمن ونحن نعمل في مساجد لتحفيظ القرآن وإعطاء دروس دينية للنساء ولكن هذا يتم دون تنسيق مع وزارة الأوقاف بشكل كامل، فأراد وزير الأوقاف أن يتم ذلك بتنسيق كامل مع الأوقاف وبشكل مقنن لمحاربة الجهل والتطرف، وكانت أهم الشروط أن يكون متخرجا من معهد إعداد الدعاة وحافظا للقرآن وغير ذلك من الشروط التى وضعتها الوزارة في هذا الشأن.
بعد ذلك بدأنا كواعظات في تقديم الأوراق لوزارة الأوقاف من أجل الحصول على تراخيص فكان شرطا أساسيا دخول امتحان تعده لنا الوزارة.
هل كان يحتاج المجتمع المصري لدور واعظات الأوقاف؟
بالفعل، المجتمع النسائي في مصر يحتاج إلى ذلك، لأن طبيعتنا كمجتمع شرقي المرأة تخاف أن تسأل عما يدور في ذهنها وبالتالىيأتى إلينا أسئلة كثيرة من النساء وأعتبر أن هذا دليل على نجاح التجربة هذا إلى جانب العدد الكبير الذي يحضر الدروس الوعظية، وفي النهاية نحن نحتاج إلى خطاب ديني مبسط لتوصيل صحيح الدين إلى المرأة المصرية.
وماذا عن انتشار الواعظات في محافظات الجمهورية؟
الانتشار ليس كثيفا حتى الآن ونحتاج إلى انتشار أكثر لأن عددنا 300 واعظة وهذا شيء جيد كمرحلة أولى.
ما هي الأسئلة الأكثر شيوعا لدى المرأة المصرية؟
كل منطقة تختلف على حسب عاداتها وتقاليدها فمثلا في مصر القديمة كانت معظم الأسئلة عن المواريث وعن قطع صلة الرحم وهذه كانت ظاهرة، أما في التجمع كانت معظم الأسئلة تأتي عن الصلاة والزكاة ويحتاجون أن تحدثهم عن الرضا والصبر فكل منطقة تختلف لأخرى ونحاول قدر الإمكان إسقاط الدين على أرض الواقع.
حديثنا عن نظرة المجتمع المصري لتقبل دور الواعظات؟
في المساجد نحن نعطى دروسا للسيدات ونساعدهم في فهم دينهم وكان هذا شيء مرحب جدا، وفي الملتقيات الفكرية قوبلنا بتشجيع كبير من الرجال وهذا شيء كنا نحتاج إليه كثيرا.
هل وجدتم مزاحمة من الجماعات المتطرفة في المساجد أثناء إلقاء الدروس؟
شعرنا بذلك من نوعية بعض الأسئلة التى كانت تأتي إلينا والتى تنم عن فهم مغلوط وصل إلى بعض النساء في البيوت، لأن من أوصل إلى بعض الناس أننا لا بد أن نتمسك بمذهب واحد وهذا تشدد لأن الفقه لا بد أن يكون مقارنا فمن حق الجميع أن يعرف كل الآراء الفقهية في كل مسألة، ولكن بعد فترة نجحنا في تغيير المفاهيم المغلوطة وبدأنا نقارع الحجة بالحجة فمنهم من تأثر واقتنع ومنهم من ابتعد وولى.
ما تفاصيل التعاون بين واعظات الأوقاف وراهبات الكنيسة؟
أول تعاون كان دعوة في مؤتمر نبذ العنف ضد المرأة تحت رعاية المجلس القومي للمرأة، وناقشنا بعضنا البعض واستطعنا أن نقف على أرضية وطنية ودينية مشتركة، فالأديان كلها من بوتقة واحدة فالأخلاق واحدة وجميع الأديان تدعو لشيء واحد فقط وهي الإنسانية فكان هناك ألفة وتقارب مع واعظات الكنيسة ونزلنا قوافل دعوية معا إلى محافظات الصعيد أيضا.
هل العنف ضد المرأة تزايد في الفترة الأخيرة؟.. وما دور الواعظات لمحاربة ذلك؟أرى أن العنف ضد المرأة موجود بنسبة متزايدة فلا بد أن نرى العنف بشكل أوسع فهناك عنف جسدى ونفسي وبالتالى فهو موجود على جميع الطبقات المجتمعية ونحن نعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة في هذا الشأن.
هل نجحت الدولة في تمكين المرأة خلال الفترة الأخيرة؟
نعم المرأة أصبح لها كيان في الفترة الأخيرة وأصبح لها تواجد على جميع الأصعدة وهناك نهضة توعوية كبيرة وسياسة الحكومة في ذلك تحسب لها.
بعد قوافل الواعظات في الصعيد.. ماذا تحتاج المرأة هناك؟
المرأة في الصعيد تحتاج إلى التعليم لأنه يوسع المدارك ويعطيها ثقة في نفسها حتى لو لم تعمل فالتعليم تحقيق لذات المرأة.
ما رأيك في بعض المفاهيم المغلوطة لدى الجيل الجديد من الفتيات مثل الإضراب عن الزواج في بعض الحالات؟
للأسف كل إنسان يقرر بناء على تجربة ذاتية مر بها وهذا شيء خطير جدا فنحاول أن نصحح المفاهيم الخاطئة، وقد تسببت السوشيال ميديا بشكل كبير في توصيل هذه المفاهيم فجميع التجارب تعرض على مواقع التواصل الاجتماعي فيكون البنات ثقافة جديدة.
وهل السوشيال ميديا أثرت على البنات في زيادة نسبة العنوسة والطلاق معا؟ بالتأكيد، لأنهم يتعرضون لتجارب افتراضية كل يوم فالبتالى كلهم يسيرن في فلك هذه التجربة الافتراضية فأصبح لهم مفاهيم مغلوطة مؤمنين بها، ويأتي إلينا حالات كثيرة من هذا النوع فنحاول تصحيح المفاهيم بطريقة عقلية ودينية ، وإذا كانت هذه تجارب فردية لكن للأسف تنتشر بشكل كبير خاصة مع تطور التكنولوجيا، فأصبح يكتب على مواقع التواصل كل شيء وهذا شيء خطير، فالدنيا لا تسير على هوى الشخص وبها متاعب كثيرة لا بد من واجهتها.
على النقيض تماما.. ماذا عن مشكلة السيدات في تنظيم النسل؟
للأسف هناك بعض النساء تريد زيادة كبيرة في النسل وهذا رأينا في قرى الصعيد لكي يكونوا «عزوة» لهم على حد وصفهم، ولكن نريد أن نغير تلك المفاهيم لأننا لدينا مشكلة سكانية وهذا عائق في طريق التنمية، ويجب أن نؤكد أن تنظيم الشرع من الإسلام، لأن هناك البعض يستخدم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «تناسلوا فإني مباه بكم الأمم» ولكن الرسول أمر بالنسل الصالح وليس بالعشوائية فلابد أن تكون الكثرة في محلها.
حدثينا عن تجربتكن الأولى في إرسالكن لبعثة الحج هذا العام؟
هي تجربة جديدة علينا ونستعد لذلك عبر برامج تدريبة تعدها لنا وزارة الأوقاف، وفي سياق متوازٍ تم عمل لقاءات مع السيدات لتعليمهن مناسك الحج وروحانيات الحج لتهيئة القلوب وإصلاحها إضافة إلى بعض التيسيرات في الحج لا بد وأن تعرفها السيدات والحجيج بشكل عام، ثم بعد ذلك نحن في خدمة الحجيج في المملكة السعودية وخدمتهم ولدينا تنسيق يتم الآن على أعلى مستوى بين أئمة الأوقاف والواعظات.