فجر الخروج المبكر للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم من منافسات بطولة أمم إفريقيا، التي تستضيفها مصر حتى الـ 19 من الشهر الجاري، أزمة كبيرة في الكرة المصرية، حيث قدم مجلس إدارة الاتحاد استقالته بالكامل، بعدما أقال هاني أبو ريدة رئيس الجبلاية المستقيل، المكسيكي خافير أجيري المدير الفني للفراعنة وجهازه الفني.
خروج مهين ووابل انتقادات للاتحاد
وكان المنتخب قد خسر بنتيجة هدف دون رد من نظيره الجنوب الإفريقي، السبت الماضي، خرج على أثرها من البطولة في دورها الـ 16؛ ليتعرض بعدها المجلس المستقيل إلى وابل من الانتقادات، سواء في الجانب الإداري أو المالي، حيث وصل الأمر إلى تقديم أكثر من دعوى قضائية ضده.
أول القصيدة فساد
ومنذ فوزه برئاسة الاتحاد وتشكيل مجلس الجبلاية في 31 أغسطس عام 2016، لم تكد تمر فترة قصيرة إلا وتنفجر أزمة جديدة في وجه هاني أبو ريدة ومجلسه، فلم يلبث أن قدم الشقيقان حازم وسحر الهواري استقالتهما بعد تورطهما في قضايا فساد، والحكم عليهما بالسجن.
فضيحة كأس العالم
وعندما وصل المنتخب الأول إلى بطولة كأس العالم بعد أكثر من 28 عامًا من الانتظار، تحولت الفرحة إلى حزن كبير بعد الأحداث التي صاحبت بعثة المنتخب في روسيا، والتي انتهت بخروج مخيب للآمال من الدور الأول بعد التعرض لثلاثة هزائم متتالية، وبوادر أزمة جديدة مع النجم محمد صلاح.
أزمة صلاح ومؤجلات الدوري
ونشبت أزمة بين الاتحاد وثالث أفضل لاعب في العالم، حيث انتهت برضوخ الاتحاد إلى رغبات لاعب ليفربول الإنجليزي، فيما يتعلق بالرعاية والإعلانات، إلا أن الصراع بين الأهلي والزمالك في الدوري كان سببًا في تجدد المشاكل لأبو ريدة ومجلسه، فيما عرف بـ «أزمة مؤجلات الدوري».
لم يكونوا على قدر المسئولية
وبالرغم من التنظيم الرائع من جانب الدولة لبطولة أمم إفريقيا، والتشديد على أهمية منافسة المنتخب على اللقب؛ لضمان نجاح الحدث الأهم في القارة السمراء، من خلال الاجتماعات التي أجراها كبار مسئولي الدولة مع اللاعبين بحضور أبو ريدة، وكان على رأسها اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل انطلاق البطولة بأيام، إلا أن مجلس إدارة اتحاد الكرة والجهاز الفني واللاعبين لم يكونوا عند قدر المسئولية.
قشة وردة التي قسمت ظهر الاتحاد
وبعد فوز مصر على زيمبابوي في افتتاح البطولة، فوجئ الجميع بأزمة «السوشيال ميديا» التي ضربت معسكر المنتخب، وكان بطلها عمرو وردة، الذي قرر أبو ريدة استبعاده من المعسكر، إلا أنه وتحت ضغط بعض اللاعبين وفي مقدمتهم صلاح، تراجع رئيس الاتحاد عن قراره، وشارك اللاعب في مباراة جنوب إفريقيا، حيث الخروج المبكر من البطولة، الذي كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر ثلاث سنوات لمجلس أبو ريدة على رأس الكرة المصرية.
رئيس الاتحاد السابق يعري الفشل
وتواصلت "أهل مصر" مع عصام عبد المنعم، الرئيس السابق لاتحاد الكرة، حيث أكد على أن خروج مصر المبكر من البطولة يتحمله مجلس إدارة الاتحاد، مشيرًا إلى عوامل كثيرة ضربت استقرار الفراعنة، سببها الرئيسي الفشل في إدارة المنظومة الرياضية المصرية من قبل المجلس المستقيل.
اختيار مدير فني فاشل
ويضيف عبد المنعم أن قرار اختيار أجيري من البداية خاطئ، حيث لم يعمل المدرب من قبل في القارة السمراء، كما أن تاريخه لا يؤهله لتولي القيادة الفنية لمنتخب بحجم مصر التي توجت باللقب الإفريقي سبع مرات من قبل، موضحًا أن الفترة القادمة تحتاج إلى مدرب وطني قادر على تجهيز منتخب قوي لكأس العالم 2022.
إرهاق اللاعبين وراء المباراة المخزية
وتطرق الرئيس السابق للجبلاية إلى عدم حصول المنتخب على فترة كافية من الإعداد، حيث انشغلت الأندية بالمشاركة في أكثر من بطولة، الأمر الذي أثر على جدول المسابقة، وبالتالي لم يحصل اللاعبون على قدر كافٍ من الراحة بعد موسم شاق، وظهر هذا التعب بدنيًّا على اللاعبين في البطولة.
لا للخروج الآمن
وأراد أعضاء مجلس الاتحاد المستقيل الخروج الآمن بتقديم استقالتهم، إلا أن تقديم أكثر من دعوى قضائية ضد المجلس سيحول دون الانسحاب الهادئ بلا محاسبة على الفشل الإفريقي، وكان في مقدمتها بلاغ المحامي أيمن محفوظ للنائب العام المستشار نبيل صادق، والذي حمل رقم ٩٢٧٤ لسنة ٢٠١٩.
إهدار المال العام
وقال محفوظ في تصريحات لـ «أهل مصر» إن النائب العام سيحقق في القضية باعتبارها إهدارًا للمال العام، وفقًا لنص المادة 119 من قانون العقوبات، متوقعًا أن العقوبة قد تصل إلى الحبس المشدد لمدة 15 أو 25 عامًا، إذا أثبتت التحقيقات تعمُّد أعضاء الجبلاية إهدار المال العام.
هناك جهات عليا تراقب
وأضاف المحامي أنه ليس معنى تبعية الاتحاد إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أنه خرج من عباءة الدولة المصرية، حيث إن هناك جهات عليا تراقبه، مثل الجهاز المركزي للمحاسبات، مؤكدًا أن فساد اتحاد الكرة واضح مثل الشمس، بداية من إهدار المال العام، حتى ضياع مجهود الدولة وفرحة المشجع المصري.