جاء الحديث حول محاولة الانقلاب العسكرى فى تركيا، ليشغل الجانب الأكبر من اهتمام روّاد مواقع التواصل الاجتماعى، على الرغم من تقييد وصول المُستخدمين الأتراك إلى مواقع فيسبوك وتويتر ويوتيوب وقطع الإتصال خلال الساعات الأولى من الانقلاب.
وعلى غير العادة هذه المرة إتخذ الرئيس رجب طيب أردوغان من مواقع التواصل الاجتماعى “مِنبرًا” لتوصيل رسائله، بالرغم من علاقته غير الطيّبة وعدائه الشديد لوسائل الإعلام الاجتماعية.
ونشر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى من خلال خدمة face time التابعة لشركة آبل والتى توجد على هواتف آيفون ليخاطب المواطنين وحثهم النزول إلى الشارع لرفض محاولة الانقلاب.
وقد اعتادت الحكومة التركية فى عهد أردوغان على حجب وسائل الإعلام الاجتماعية فى فترات الأزمات.
ومنذ القمع للتظاهرات فى 2013، هاجم الرئيس التركى أردوغان مِنصات التواصل الاجتماعى، واصفًا إياها بـ”الوسائل المظلمة التى تسعى للنيل من بلاده”.
وكانت حكومة تركيا، قد حجبت موقع التواصل الاجتماعى “تويتر”، فى الفترة التى سبقت الانتخابات المحليّة فى مارس 2014، بعد ساعات من التهديدات التى وجهها رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان بحظر الموقع، وفقًا لوسائل الإعلام التركية.
وهدّد أردوغان بمحو “تويتر” بعد أن بث مجهولون عددًا من التسجيلات الصوتية على الموقع، قيل إنها تكشف عن الفساد فى أوساط رئيس الوزراء، فيما رفعت المحكمة الدستورية الحظر عن تويتر فى بداية أبريل من عام 2014، معتبرة أن هذا القرار يحمل انتهاكًا لحرية التعبير وهو ما انتقده أردوغان بقوة.
وفى أبريل من العام 2015، طالت سياسة الحجب مُجدّدا موقعى تويتر ويوتيوب فى تركيا، بعد قرار محكمة صدر بناء على شكاوى مُقدّمة من أفراد تُفيد بعدم التزامهما بقرار قضائى يتضمن حذف الصور والمشاهد الخاصة بحادثة الهجوم على “القصر العدلى” فى اسطنبول، والذى أسفر عن مقتل المدعى العام، محمد سليم كيراز، إضافة إلى المهاجمين.
وقد ساهمت مُحاولة الانقلاب العسكرى التى قام بها عسكريون الليلة الماضى، فى تحسين العلاقة بين أردوغان ومواقع التواصل الاجتماعي؛ فلم يجد وسيلة أفضل تُمكّنه من توصيل رسائله إلى الملايين بسرعة وسهولة كما الشبكات الاجتماعية، سارع إلى دعوة المواطنين الأتراك للخروج للشوارع والسيطرة على الميادين والمطارات، فى استراتيجية نجحت فى قمع محاولة الانقلاب.
ورأى أردوغان كيف نجحت تكنولوجيا التواصل الاجتماعى الذى يكِنّ لها عدائية شديدة؛ ظنًّا أنها تتبنى أجندة معادية لتركيا، فى إحباط عمليات المتآمرين ضده والمُناهضين لسياسته.
ودعم النشطاء فكرة التعبير بالسوشيال ميديا، مؤكدين أن السوشيال ميديا مثل سكايب وتويتر وفيس بوك إنقاذ تركيا من السقوط فى يد الانقلاب العسكرى الذى طالها مساء الجمعة.