يسأل بعض المسلمين عن حكم من قصر في رمي الجمرات وكيلا عن شخص آخر توفى بعد انتهاء الحج؟ كما يسأل بعض المسلمين : هل يجوز للحاج أن يتوجه إلى عرفات يوم الثامن من ذي الحجة بدلا من التوجه لمنى؛ وذلك نظرا للزحام الشديد الذي يحصل عند الصعود إلى عرفات؟ وحول هذه الأسئلة يقول الاستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية إنه في حالة عدم قيام الوكيل برمي الجمرات فإنه يجب دم يذبح في الحرم الشريف ، أي في منى أو مكة المكرمة أو المزدلفة أو أي بقعة داخل حدود الحرم الشريف- على مدار العام؛ وذلك على المعتمد في المذاهب الأربعة من وجوب كون رمي الحصيات متفرقا، وأن من ترك غالب الرمي في يوم من الأيام فعليه دم. ويكون ذلك في مالك أنت؛ لأنك قصرت بترك الرمي الذي وكلت فيه، وتركت التوكيل عند عجزك عن الرمي حتى انقضى زمنه.
اقرأ أيضا : الشك في عدد أشواط الطواف حول الكعبة هذا ما يفعله الحاج بهذه الحالةحكم الذهاب لعرفة يوم التروية
أما بالنسبة للذهاب لعرفات يوم الثامن من ذي الحجة بدلا من التوجه لمنى ، فقد أفاد فضيلته بأن يوم الثامن من ذي الحجة هو يوم التروية، وسمي بذلك لأن الحجيج كانوا يستريحون فيه في منى ويريحون فيه دوابهم وهديهم ويروونها بالماء في طريقهم إلى عرفة؛ استعدادا لأعمال هذا اليوم العظيم وما بعده من أعمال يوم النحر وأيام التشريق، كما ذهب فضيلته إلى أنه يسن فقط -ولا يجب- للحاج أن يذهب فيه إلى منى في الضحى، ويصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء مع قصر الصلاة الرباعية فقط وبدون جمع، ويبيت فيها ليلة عرفة، ثم يصلي فيها الفجر وينطلق إلى عرفة في الضحى أيضا، فإن فعل خلاف هذا وذهب إلى عرفة من يوم الثامن خوفا من الزحام فلا شيء عليه وحجه صحيح، غاية الأمر أنه قد ترك مستحبا، بل وتركه لعذر، فعسى أن يأخذ ثواب الشيء الذي لولا العذر لفعله، وإنما الجبران يكون بترك الواجب لا السنة.