رسام الكنائس.. موهبة ولدت من الحرب.. "سفين جاد" ابن الصعيد الذي أصبح رساما للمشاهير: "مفيش مستحيل".. أحلام "القلم الرصاص" تحولت لـ"أجمل بورتريهات": الموهبة تبدأ من الصغر

عاشق المشاهير.. «سفين» يبدع في رسم النجوم: الجميع أثنوا علىَ

«سفين»: رسمة البابا تواضروس استغرقت شهرا كاملا.. وكان يركز على أدق التفاصيل

رحلة العالمية.. الرسام يتمنى تحقيق حلم الصغر

منذ نعومة أظافره في الثامنة من عمره، بدأت حياته الفنية تشق طرقاتها، عندما كان يرسم بالرصاص ويشجعه رفقاؤه في المدرسة، ويكرمه معلموه، مما زاد ثقته بنفسه لمواصلة تطوير ذاته والبحث عن وسائل لتنمية مهارته، ولكن الحظ لم يكن حليفه لكي يلتحق بكلية الفنون الجميلة، إلا إنه لم يتوقف فظل يبحث في حدب وصوب على طريقة لتحسين رسوماته.

سطور بسيطة تلخص مسيرة سفين جاد صديق، البالغ من العمر 28 عامًا، أحد أبناء قرية «الزواتنة البحرية» مركز جرجا محافظة سوهاج، الحاصل على دبلوم فني، الذى أصبحت رسوماته الزيتية تلوح في آفق كنائس وأديرة كثيرة، وتجسد «بورتريهاته» العديد من الفنانين داخل مصر وخارجها.

تمكنت «أهل مصر» من التواصل مع «سفين جاد صديق»، ليحكي تجربته مع الرسم، ولقاءاته مع الفنانين الذين تمكن من رسمهم، وطموحاته في المستقبل، والصعوبات التى مر بها، وأكثر الرسومات التى لاقت إحسان متابعيه.«حرب أكتوبر» أولى رسوماته التي كانت سببًا في اكتشاف موهبته الفنية منذ عشرين عامًا، وبداية لرحلته مع الفرشاة والألوان الزيتية وقماش الكانفس، يقول «سفين»: «عمري كان 8 سنوات، ومعلمة الرسم طلبت رسمة عن حرب أكتوبر، رسمتها بالرصاص، المعلمة أعجبت بيها جدًا، وشجعتني إني استمر في الرسم وأطور من نفسي».

قرر «سفين» تنمية موهبته فظل يرسم كثيرًا ليحظى بالتشجيع من أصدقائه الذين كان من بينهم رسام يهتم كثيرًا برأيه وملاحظاته التي ساعدته كثيرًا.أبى «سفين» أن يكون الرسم موهبة فقط ولكن أراد أن يحصل على شهادة موثقة بكونه «فنان»، فحين رفضته كلية الفنون الجميلة لعدم حصوله على الثانوية العامة، نصحه البعض بالالتحاق بالدراسات الحرة بكلية الفنون الجميلة، فالتحق قسم التصوير الزيتي، ونال شهادة معتمدة بعد 6 أشهر من الدراسة.

بالدراسة والتطوير الذاتي أصبح «سفين» قادرًا على رسم أية صورة يراها، ليكون الرسم مهنته الأساسية ومصدر رزقه، أحب الفرشاة والألوان الزيتية، واتجه إلى رسم صور ورموز الدين المسيحي في الكنائس والأديرة، فاختاره الكثيرون من كهنة الكنائس ومهندسي الديكورات عند إنشاء كنيسة جديدة ليضفي عليها لمساته الفنية في المراحل الأخيرة.

لم تحظ الأديرة وحدها بإبداعه، فهو عاشق لرسم البورتريهات الشخصية خاصة للفنانين، تعبيرًا عن حبه وإعجابه بهم، فجسد العديد من الشخصيات في بورتريهات على قماش «الكانفس»، وكان أبرزهم:«الزعيم عادل إمام، وأمير الغناء العربي هاني شاكر، والدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، والنجم منير مكرم، والفنان محمد صبحي، وقداسة البابا تواضروس الثاني، وغيرهم»، وبعد الانتهاء من الرسم يتواصل مع الفنان عبر الفيس بوك أو الواتس أب ليهديه البورتريه، أثنوا عليه جميعًا، وأعجبوا بدقته في الرسم التي جعلت بعضهم يعتقد أن الصورة مطبوعة.

وعن المدة التي يستغرقها «البورتريه» التي تتراوح ما بين 8 أيام وشهر، يقول «سفين»: «تختلف مدة وسعر اللوحة بحسب المقاس والتفاصيل، أكتر صورة أخدت مني وقت رسمتها في شهر كامل لمدة 14 ساعة يوميًا، كنت بشتغل فيها من 10 صباحًا إلى 2 صباحًا، كانت لقداسة البابا تواضروس الثاني، ودي مش الرسمة الوحيدة له، أنا رسمت له 5 صور، وفي كل مرة بسلمه بورتريه كان يركز في أدق التفاصيل ويشجعني على أدائي».

بذلك يحقق «سفين» طموحه الذي راوده منذ الطفولة بأن يصبح عالميًا، وقرر أن يشارك بأعماله الفنية ولوحاته في المعارض والمسابقات سواء أكانت محلية أو عالمية، مختتمًا: «نفسي أكون فنان عالمي، وأتمنى من الله التوفيق».

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
محمد صلاح: أشعر بخيبة أمل كبيرة ورحيلي عن ليفربول أقرب من بقائي