تحتوى محافظة سوهاج بصعيد مصر على العديد من المناطق الاثرية القديمة القبطية والاسلامية والفرعونية، يأتي اليها الزائرين من كل فج عميق، من داخل المحافظة وخارجها، وحتى السائحين من خارج البلاد يأتون الية للاستمتاع بها ورؤية التاريخ عن قرب، وجها لوجه، أو التعبد أوالتبارك بالمكان أو العلاج فى بعض الاحيان وغيرة.
_ الدير الابيض «دير الانبا شنودة»
يقع غرب مدينة سوهاج بقرابة ثمانية كيلو مترات، بالقرب من الجبل الغربي على مساحة 13 الف فدان الدير الابيض «دير الانبا شنودة»، والذى بناة الانبا شنودة رئيس المتوحدين، عام 441 قبل الميلاد، على بقايا مباني فرعونية، وهو أحد أشهر الاماكن الاثرية فى سوهاج بل والصعيد، يأتي الية كافة الناس من الديانة المسيحية والمسلمين ايضا، للتنزه به ومشاهدة عظمة هذا المكان الاثري، حيث المناظر الطبيعية الجميلة والزخارف التي لم تتأثر بعوامل التعرية او غيرها منذ سنوات طويلة، فالألوان ناصعة وجميلة تجذب الناظرين، وتدخل على قلوبهم الفرحة والسعادة، ويشعر الناظر بعظمة هذا المكان ومن قائم بإنشائه وصموده حتى الان.
_ سبب تسمية الدير الابيض «دير الانبا شنودة» بهذا الاسم.
جاء تسمية هذا الدير باسم «الدير الابيض» لأنه شيد من الطوب الابيض، وتم استقدام الاحجار من محجر كان بالقرب من تلك المنطقة واحجار بعض المناطق المجاورة مثل معبد اتريبس، بالإضافة الى استخدام احجار الجرانيت الوردي، وبعض الطوب الاحمر، ولم يتبق من الدير الا الكنيسة، والتي شيدت على الطراز البازيليكي وهو عبارة عن هيكل وصحن وجناحين.
_ شكل الدير الابيض «دير الانبا شنودة» من الخارج.
تنظر الية من الخارج تجده على شكل معبد فرعوني في ارتفاعه وضخامته، وتعلوه لافته مكتوب عليها «دير القديس العظيم الأنبا شنودة يرحب بالزائرين»، ويتوسط الجدار بوابه خشبية تقودك إلى ساحة مستطيلة، حيث يتراوح ارتفاع جدرانه الخارجية من 12 إلى 15 مترًا، وسمك حوائطة قرابة 190سم من اسفل، و من أعلى قرابة 110 سم ، ويبلغ طول الحائط الشرقي 36 مترًا و75 سم والحائط الغربي 36 مترًا و90 سم، والشمالي 74 مترًا و60 سم والجنوبي 74 مترًا و82 سم، ويوجدا إطار حجري من أعلى على شكل كورنيش يبرز حوالي 30 سم، ما يجعل صلابة الجدار شديدة وقادرة على مقاومة عوامل التعرية والصمود امام الزمن.
_ محتويات الدير الابيض «دير الانبا شنودة» من الداخل.
ويحتوي «الدير الابيض» على مجموعة من الكنائس والمباني الملحقة به مثل المطابخ وغرف السكن، منها ما يخص تقديم الخدمات للزوار من مطابخ ومخازن وحجرات متعددة للإقامة لسكان الدير، وصالة المحاضرات والمستشفى والمائدة ومخزن الخبز والمصانع.
يحتوي ايضا «الدير الابيض» الداخل عبارة عن ساحة واسعة علي شكل مستطيلي بها عدد من الأعمدة الحجرية غليظة الحجم التي يرجع أصلها إلى العصر الفرعوني، وأرضيتها من البلاط، وعرض الصحن نحو 13 مترًا وبين صف الأعمدة نحو 11 مترًا و50 سم، والأعمدة الموجودة بعض منها من الجرانيت والمسافات بينها غير متساوية.
جدير بالذكر انه زاد عدد الرهبان في عهد الأنبا «شنودة الثالث» إلى ما يقارب 2200 راهب بعد التوسعات الكبيرة التي أدخلها على الدير، وأكد مؤرخون أن بداية الدير كانت على مساحة لا تزيد عن 5 أفدنة وتم التوسع بعد ذلك حتى وصل إلى المساحة الحالية 13 الف فدان بكل ممتلكاته من مزارع وغيرة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
