حالة من الترقب والقلق يعيشها أولياء الأمور وطلاب الثانوية العامة على حد سواء، بعد انتهاء ماراثون الثانوية العامة بما فيه من أخطاء وحالات غش، ليجلس الجميع في انتظار نتيجة الثانوية العامة التي تعتبرها الأسرة المصرية «عنق الزجاجة» والتي بناءً عليها سيتم تقييم الطالب وتحديد مستقبله.
الهوس بما يسمى كليات القمة في مصر ليس جديدًا، لكنه يزداد مع نهاية ماراثون امتحانات الثانوية العامة في كل عام، غير أن المختلف هذا العام هو مستجد نظام التعليم الجديد، والذي يعول عليه البعض للقضاء على الظاهرة من أساسها، وهو الأمر الذي يبدو بعيد المنال حتى الآن، فداخل كل أسرة مصرية لديها طالب ثانوية عامة أمنية الالتحاق بكلية من كليات القمة (طب – صيدلة – هندسة – إعلام)، وهو ما تسلط عليه «أهل مصر» الضوء في عدة تقارير خلال هذا الملف..
لم يعد خفيًا الهوس الواضح لكليات القمة لكن ما السبب فيها؟.. وقف خبراء ومراقبين فإن من بين أكبر أسباب هذه الظاهرة هو الانعزال التام بين الجامعة وسوق العمل، والتي أجبرت الطالب على التفكير في الوصول إلى مكانة اجتماعية مرموقة مضمونة دون تعب، وذلك لا يتحقق إلا عن طريق مجموع عال في الثانوية يؤهله إلى الالتحاق بكلية الطب ثم العمل في وظيفة تليق فور التخرج.
منظومة التعليم
وقال كمال مغيث الخبير التربوي، إن موضوع هوس كليات القمة سببه الرئيسي هو أن العلاقة بين منظومة التعليم والعمل أصبحت غير موجودة بالمرة، ولهذا السبب يضطر الطلاب إلى التفكير فى ما يسمى بكليات القمة والمنحصرة فى «طب – هندسة»، ظناً منهم أن هذا هو الطريق للتأهيل لسوق العمل سواء داخل البلد أو خارجها.
الثانوية العامة
وأضاف «مغيث» في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر» أن مثال للثانوية العامة في السبعينيات مثلًا عندما لم تكن البطالة بهذا الشكل الفج، لم تظهر مشكلة كليات القمة، وبالتالي كان طالب الثانوية العامة الحاصل على 80% يدرس في كلية طب والطالب الحاصل على 56% يدرس في كلية حقوق وبعد الانتهاء من فترة الدراسة يتخرج الطالب ويبدأ فى ممارسة العمل فوراً، وبالتالي لم تكن موجودة أزمة كليات القمة، التى ظهرت بسبب البطالة الشديدة.
كليات القمة
وأكد «مغيث» أننا بحاجة إلى النظر فى أساس التعليم والمنظومه كلها، وفتح مجالات العمل أمام الخريجين، وذلك ببدء عمل خطة تنمية حقيقية بكل المجالات «صناعية، زراعية، خدمية»، تستوعب كل خريجي الجامعات للقضاء على وهم كليات القمة، مضيفًا أنه لا يوجد فى مصر نظام تعليم جديد، وأن التجربة كانت واضحة أنها فاشلة بدليل أن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم تراجع عن نظام التابلت في امتحانات الفرصة الثانية لطلاب الصف الأول الثانوي 2019، وسوف يجرى الامتحان ورقياً.
نتيجة الثانوية العامة
واعتبر «مغيث» أن نظام التعليم الجديد لن يغير من «هوس كليات القمة» قائلًا: إنه لا يوجد في مصر نظام تعليم جديد من الأساس، فالتجربة كانت واضحة أنها فاشلة بدليل أن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم تراجع عن نظام التابلت في امتحانات الفرصة الثانية لطلاب الصف الأول الثانوي 2019، وسوف يجرى الامتحان ورقياً، وذلك لعدم تأهيل جميع المدارس الحكومية والخاصة لنظام التابلت، وهذا ما يسمى بأسلوب المراوغة الذي أتبعه، وذلك رغم إقراره منذ سنة أن جميع مدارس الثانوية التي عددها أكثر من 2500 مدرسة حكومية وخاصة مؤهلة وجاهزة للدراسة والامتحان بنظام التابلت.
نظام التابلت
وتابع «مغيث» أن نتيجة هذا العام بما يسمي نظام تعليمي جديد كانت أسوأ نتيجة مرت على طلاب الصف الأول الثانوي في مصر، ووقع الطلاب فى الامتحان فى فخ النظام الجديد الذي لم يحدث على مر التاريخ أن طالب يتوجه لأداء الامتحان ولم يكن لديه المعرفة الكاملة عن طريقة الامتحان هل سيؤدي الامتحان ورقيًا أم بالتابلت، ومعظم الطلبة أدوا نصف الامتحان على التابلت والنصف الاخر ورقياً، وكيف سيتم التصحيح على أي جزء من الامتحان.
تكافؤ الفرص بين الطلبة
واعتبر «مغيث» أننا نعيش فى وهم كبير اسمه منظومة التعليم الجديدة التي فشلت بشكل رسمي ومعلن، خاصة بعد واقعة مدرسة كرداسة الثانوية المشتركة التى لم ينجح أي طالب من الصف الأول الثانوي لعدة أسباب غير مفهومة حتى الآن، مضيفًا أنه لابد من توافر ثلاث عناصر في الامتحان أولها الشفافية وتكمن فى ثقة الطالب وأولياء الأمور في نظام الامتحان والوقت المحدد له وطرق تصحيح كراسات الإجابة، ثانياً العدالة وأخيراً تكافؤ الفرص بين الطلبة، وإذا لم يتوافر عنصر من العناصر الثلاثة يسمى عبث، وخلال هذه السنة فقدنا العناصر الثلاثة فى الامتحانات.
نقلا عن العدد الورقي.