تشغل قصص الأنبياء جزء كبير من القرآن الكريم، وقد تناول القرآن الكريم قصة نبى الله موسى وصراعه مع فرعون بعد أن كبر في بيت فرعون، وقد ورد اسم فرعون في القرآن الكريم في 74 موضع، ويورد القرآن الكريم جانب من قصة نبى الله موسى في قول الله تعالى وهو يخبر عن رفض فرعون مصر لدعوة نبي الله موسى له بالإيمان : قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسىٰ ، فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى ، قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى، وبعدها نجى موسى من فرعون وهو ما عرف في الشريعة اليهودية بيوم عاشوراء الذي تصوم فيه اليهود احتفالا بنجاة موسى من فرعون في ذلك اليوم، ثم أمر النبى صلى الله عليه وسلم الصحابة بصوم يوم عاشوراء، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: " قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه، فقال: أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه" ، وهو الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم.
اقرأ أيضا : أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم.. قصة موسى بين القرآن والتوراة ومعنى اسمه قال موعدكم يوم الزينة هل فرعون موسى كان موجودا في مصر
ولكن هل هناك أدلة علمية أو مادية يمكن من خلالها التأكد بشكل علمي وتاريخي من أن فرعون موسى هو شخص حقيقي كان موجودا فعلا ؟ منذ نهاية القرن العشرين فإن الاكتشافات الأثرية تدعم فكرة أن فرعون موسى كان شخصا حقيقيا، ولكن لم تتفق أى من هذه الاكتشافات الأثرية على من هو فرعون موسى على وجه التحديد، الدكتور رشدي البدراوي استاذ التاريخ في جامعة القاهرة أشار إلى اختلاف المؤرخين في تحديد من هو فرعون موسى ولكن هذا الاختلاف بين المؤرخين قد تميل إلى أن فرعون موسى كان شخصا حقيقيا وكان موجودا فعلا ، وهذا الاختلاف قد يتكرر مع كل مرة تظهر فيه حفريات أثرية جديدة تنتمي لفترة زمنية قريبة من الفترة التي ظهرت فيها التوراة لأول مرة كما ورد في المصادر التاريخية والدينية، لكن الدراسات اللغوية والفلكية كان لها دورا في التأكيد على أن فرعون موسى كان شخصا حقيقيا وكان موجودا في مصر خلال الفترة التي ظهرت فيها التوراة لأول مرة وفقا للمصادر التاريخية ، فمن جانب اللغة فإن كلمة فرعون كانت معروفة في لغة الكنعانيين والعبرانيين، وهذا اللقب لم يطلق أبدا على أى ملك أو حاكم في أى مكان على الأرض سوى في مصر، مما يؤكد أن فرعون كان حاكما يحكم هذا الجزء من العالم القديم الذي عرف بأنه مصر، ويورد القرآن الكريم ما حدث لنبى الله موسى وصراعه مع فرعون بأن موعد التحدي كان في يوم الزينة، ووفقا للحسابات الفلكية فإن أقرب تاريخ ليوم الزينة عند الفراعنة في الفترة التي عاصرت ظهور التوراة كان يوم 9 يوليو 1266 قبل الميلاد الموافق 10 محرم 1945 قبل الهجرة، أما تاريخ غرق فرعون موسى الذي أطلقت عليه التوراة اسم يوم عاشوراء وهو المعروف باسم يوم الخروج فتظهر الدراسات الفلكية أن هذا اليوم كان 29 ابريل 1227 قبل الميلاد الموافق 10 محرم 1905 قبل الهجرة، بما يعني أن الفارق الزمني بين يوم الزينة وبين يوم الخروج كان أربعين سنة قمرية، وهو ما جاء ذكره في الآثار التي وردت في القرآن الكريم التي ذكرت أن فترة التيه بين يوم الزينة وبين غرق فرعون كانت أربعين سنة.