يسأل بعض المسلمين هل طواف القدوم سنة أو واجب من واجبات الحج ؟ وهل من يترك طواف القدوم يكون عليه كفارة أو ذبح؟ وهل هناك اختلافات بين الفقهاء حول طواف القدوم؟ حول هذه الأسئلة قالت دار الإفتاء المصرية إن الطواف في اصطلاح الفقهاء هو الدوران حول البيت الحرام، وطواف القدوم هو الطواف الذي يفعله القادم إلى مكة من غير أهلها، كما ذهبت دار الإفتاء المصرية إلى أنه يشرع طواف القدوم للافاقي، والافاقي هو من كان خارج المواقيت المكانية للإحرام، حتى لو كان مكيا، وطواف القدوم سنة للافاقي القادم من خارج مكة عند الحنفية والشافعية والحنابلة تحية للبيت العتيق؛ لذلك يستحب البدء به دون تأخير.
طواف القدوم هل هو واجب من واجبات الحج أم سنة ؟
وسوى الشافعية بين داخلي مكة، المحرم منهم وغير المحرم في سنية طواف القدوم، بناء على مذهبهم في جواز دخول الحرم بغير إحرام لمن قصده لحاجة غير النسك، ولم يجز غيرهم دخول الحرم إلا بنسك يحرم به حجا أو عمرة؛ لذلك كان طواف القدوم عندهم من مناسك الحج خاصة؛ لأن المعتمر يبدأ بطواف العمرة.
وذهب المالكية إلى أن طواف القدوم واجب، من تركه يجب عليه الدم، ووجوب طواف القدوم عند المالكية على كل من أحرم من الحل، سواء كان من أهل مكة أو غيرها، وسواء كان إحرامه من الحل واجبا كالافاقي القادم محرما بالحج، أم ندبا كالمقيم بمكة الذي معه متسع من الوقت، وخرج من الحرم فأحرم من الحل، وسواء كان أحرم بالحج مفردا أم قارنا، وكذا المحرم من الحرم إن كان يجب عليه الإحرام من الحل، بأن جاوز الميقات حلالا مخالفا للنهي، وهو واجب على هؤلاء ما لم يكن أحدهم مراهقا، وهو من ضاق وقته حتى خشي فوات الوقوف بعرفات.
والأصل فيه فعل النبي صلى الله عليه واله وسلم؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "إن أول شيء بدأ به حين قدم النبي صلى الله عليه واله وسلم أنه توضأ ثم طاف" أخرجه البخاري في "صحيحه".
والمفتى به أن طواف القدوم سنة، ومن تركه لا يجب عليه شيء كما ذهب إلى ذلك جمهور الفقهاء.