فيلم "الممر" لايزال يثير المخاوف الإسرائيلية، لدرجة أن كل أجهزة المخابرات الإسرائيلية، حركت كتابها المقربين للكتابة عن الفيلم ورسائله، ومن بين الصحف الإسرائيلية التي كتبت عن هذا الفيلم صحيفة هاآرتس" الإسرائيلية التي أكدت إن فيلم "الممر" أثار المخاوف داخل المجتمع العبري من زيادة الكراهية تجاه إسرائيل.
وأضافت الصحيفة، أن الفيلم المصري يحاكي حقبة ما بعد هزيمة 1967، وحرب الاستنزاف، وصولاً إلى حرب 1973، ويصور الجيش الإسرائيلي بأنه سادي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفيلم تحوّل إلى حديث الساعة في العالم العربي، وهو يتحدث بصورة واضحة عن ضرورة إيقاع الهزيمة بالجيش الإسرائيلي، مع العلم أن إسرائيل لم تعد في أدبيات السينما المصرية توصف بأنها العدو الصهيوني، وإنما العدو الإسرائيلي.
وتابعت الصحيفة أن فيلم "الممر" يعد ذا موازنة مالية ضخمة، هي الأعلى في تاريخ السينما المصرية، بأكثر من ستة ملايين دولار، معظمها تمت استعادتها بعد أسبوعين فقط من خروج الفيلم إلى شاشات العرض، وما زال الجمهور المصري يواصل المشاهدة والتوافد على دور السينما
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن طاقم الفيلم قام بزيارات عديدة إلى قواعد الكوماندوز المصري للتدرب على كيفية تصوير بعض المشاهد القتالية الحربية، مؤكدة أن الفيلم تجاوزت عروض الفيلم في دور السينما المصرية ووصل لدول الأردن ولبنان ودبي والإمارات والسعودية، ويتم التخطيط الآن لعرضه في دور السينما الأوروبية والأمريكية وكندا، كما تجندت شركة الطيران المصرية لأخذ أبطال الفيلم والمخرج والمنتج في رحلات مجانية حول العالم.
وأضافت الصحيفة أنه لا أحد يعلم ما الذي دفع مخرج الفيلم والسيناريست المصري المشهور شريف عرفة، للعودة أكثر من 50 عامًا إلى الوراء لإعادة أجواء الحروب والعداء بين مصر وإسرائيل.
وأكدت الصحيفة استطاع المخرج شريف عرفة توصيل هذا المعنى عبر أكثر من مشهد، اهمهم المشهد المجند هلال الذي تعهد بألا يضع عينه في عين والده إلا بعد أن يغسل عاره وينتقم لنفسه ولوطنه من الصهاينة، معمقًا هذا المفهوم من خلال الشحن العاطفي للجنود، ما دفع هلال إلى التصدي بمفرده لطائرات العدو، ورغم اعتراض الضابط نور على هذا السلوك الذي اعتبره انتحارًا، فإن رد المجند كان واضحًا: يكفي أن نوصل لهم رسالة إننا مش خايفين منهم وإننا رغم الهزيمة أقوى منهم.
كما جاءت إحدى العبارات في الفيلم التي تؤكد أن الصراع العربي الاسرائيلي مازال قائماً لن ينتهي ابداً، ما ظهر كرسالة واضحة جلية في جملة قالها الرائد نور لابنه رداً على اتهامات ابنه له بالهزيمة أمام العدو الصهيوني مش معنى إن يجي فيك هدف بداية المباراة إنها خلصت،المباراة لسه مخلصتش، المعنى الذي يذهب إلى أن مسألة الصراع بين العرب والإسرائيليين مسألة مستمرة ولن تنتهي في الوقت القريب، في ظل احتلال إسرائيلي.