هل أهل الكهف أشخاص حقيقيون وهل يوجد دليل مادي على قصتهم في القرآن الكريم؟

صورة أرشيفية

يحرص المسلمون في كل ليلة خميس على قراءة سورة الكهف، وتسرد سورة الكهف قصة عدد من القصص التي تسري عن النبى صلى الله عليه وسلم، ومن القصص التي تتضمنها سورة الكهف قصة أصحاب الكهف، يقول المولى سبحانه وتعالي في كتابه العزيز عن أصحاب الكهف : أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من اياتنا عجبا ، إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا ، فضربنا على اذانهم في الكهف سنين عددا. إلى قوله تعالى : وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من ايات الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ، هذا هو ما جاء في القرآن الكريم حول قصة أصحاب الكهف، فهل يوجد من الدلائل المادية والعلمية دليل على صحة هذه القصة .

اقرأ أيضا : المسيح عيسى بن مريم هذا وجه الاتفاق حوله بين القرآن وقانون الإيمان المسيحي

هل أهل الكهف أشخاص حقيقيون ويوجد دليل مادي على قصتهم في القرآن الكريم؟

يظهر من سياق القصة التاريخية التي أوردها القرآن الكريم أنها حدثت لأناس يسكنون في منطقة الشام، وتذكر كتب السيرة النبوية والحديث أن هذه الحادثة وقعت قبل عهد المسيح عليه السلام، واستدلوا على ذلك بما ورد أن اليهود أوصوا بتحدي النبي صلى الله عليه وسلم بسؤاله عن خبر فتية في غابر الزمان، ولو كان هؤلاء الفتية من أتباع المسيح لما تساءلوا عنهم، لما يُعلم من عداء اليهود لأتباع المسيح، وخاصة في ذلك الزمن، واختبار أحبار اليهود لم يقصدوا به نقل الحادثة من كتابهم، بل أرادوا التحدي بمعرفة الخبر مطلقا، وأنه واقع في التاريخ، وليس أنه مثبت في التوراة، فأورد القرآن الكريم هذه القصة ليتصدي النبى لتحدي اليهود، ولكن هل يوجد دليل مادي يمكن أن نلمسه بيدنا على صحة هذه القصة، الحقيقة أن علم الآثار كان له أيادي بيضاء على قضية الإيمان، ولحسن الحظ فإن وجود معظم الأمكان التي وقعت فيها قصص القرآن الكريم، وحتى قصص الكتب السماوية الأخري كانت في المنطقة العربية، وهو عامل جعل فكرة الإيمان في الشرق أقوى منها في الغرب، وفي عام 1965 اكتشفت دائرة الآثار الأردنية حفريات واضحة الدلالة على موقع كهف أهل الرقيم في قرية أردنية تسمى الرميم على بعد سبع كيلو مترات جنوب العاصمة الأردنية عمان؛ إذ تم العثور داخل الكهف على نقوش وحلي ونقود بيزنطية تعود للقرن الثالث الميلادي، مصداقا لقول الله سبحانه وتعالى: فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة، كما تم العثور على سبع جماجم بشرية في سبعة قبور بداخل الكهف، وعلى جمجمة كلب، وتم العثور أيضا على أعمدة المسجد الذي أقيم فوق الكهف، وكذلك على الفجوة التي بداخل الكهف، وتبلغ مساحتها على وجه التقريب نحو أربعة أمتار في ثلاث، بل ثبت أن الشمس تمر فعلا عند طلوعها أمام الكهف، وتنحرف عنه عند غروبها، فأشعتها لا تنفذ داخل الكهف، كما أخبر القرآن الكريم قبل هذا الاكتشاف العصري.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً