يسأل بعض المسلمين حول حكم الشخص الذي سافر للحج ووصل للمدينة المنورة ولكنه توفى في المدينة المنورة وقبل أن يقوم بالمناسك؟ حول هذا التساؤل يقول الأستاذ الدكتور على جمعة محمد، مفتي الجمهورية السابق، أنه إذا كان الشخص الذي خرج من بيته ناويا الحج قد ثبتت استطاعته لأداء الفريضة قبل العام الذي خرج فيه، ثم توفي قبل أن يؤديها، فيلزم ورثته أن يخرجوا من تركته ما يحج به عنه؛ لأن ذمته صارت مشغولة بالحج الذي كان مستطيعا له قبل ذلك، أما لو لم يكن قد استطاع قبل هذا العام فليس
على ورثته شيء؛ لأنه لم يشهد الحج فعلا بسبب وفاته قبل موافاة الموسم وقبل أن يقوم بالشعائر.
حاج يتوفى في المدينة قبل أداء الشعائر وأجره بالنية
لكن مع ذلك فقد دلت النصوص من القرآن الكريم والسنة المطهرة بكثرة على أن من نوى العبادة وكان صادقا في نيته وحيل بينه وبين فعله بأمر خارج عن إرادته فإن له ثواب الطائعين، وذلك مصداقا لقول الله تعالى : ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله، ووقال النبي صلى الله عليه وسلم: من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه أخرجه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه وهو راجع من تبوك: إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم، شاركوكم في الأجر ، قالوا يا رسول الله: وهم بالمدينة ، فقال بالمدينة حبسهم العذر. أخرجه البخاري من حديث أنس، ومسلم من حديث جابر.