يثير بعض المشككين في القرآن الكريم شبهة التناقض بين آية خلق السموات والأرض في سورة الأعراف، وبين آية خلق السموات والأرض في سورة فصلت، ففي سورة الأعراف أن الله سبحانه وتعالى خلق السموات والأرض في ستة أيام، وذلك مصداقا لقول الله تعالى : إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام، وهو ما أشار له القرآن الكريم أيضا في سورة يونس في قول الله تعالى : إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوىٰ على العرش، لكن بعض المشككين في القرآن الكريم يزعم أن سورة الأعراف تتضمن أن عدد أيام الخلق هي ثمانية أيام، وذلك في قوله تعالى : قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين، وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسا ئلين، ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أوكرها قالتا أتينا طائعين، فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها.
هل خلق الله الأرض في ستة أيام أم ثمانية أيام
ويزعم بعض المشككين في القرآن الكريم أن آيات الخلق في سورة الأعراف ثمانية أيام وليست ستة أيام كما جاء في سورة فصلت وسورة يونس، ويستخدم المشككين في القرآن الكريم خدعة عددية بحساب أن الله خلق الأرض في يومين وجعل أقواتها في أربعة أيام ، ثم استوي للسماء فخلق سبق سموات في يومين فيكون المجموع ثمانية أيام، وقد تصدي المفسرون لهذه الشبهة وأشهرهم القرطبي والبغوي ، وكان مما قالاه في الرد على هذه الشبهة أنه ليس هناك تناقض ولا تفاوت بين المدة الزمنية التي جاءت في هذه الآيات وبين الآيات الأخرى التي ورد فيها تحديد المدة بأنها ستة أيام، ففي أية الخلق من سورة فصلت ـ نجد أن الله سبحانه وتعالى يخبرنا بأنه : خلق الأرض في يومين ، ثم جعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتهافي تمام أربعة أيام ، أي في يومين آخرين يضافان إلى اليومين اللذين خلق فيهما الأرض ، فيكون المجموع أربعة أيام ، وليس المراد أن خلق الرواسي وتقدير الأقوات قد استغرق أربعة أيام، وأشارت التفاسير إلى أن الشبهة ـ التي جاءت في السؤال ـ قد أتت من من توهم إضافة أربعة إلى اليومين اللذين خلقت فيهما الأرض ، فيكون المجموع ستة، وإذا أضيف إليها اليومان اللذان خلقت فيهما السماء ( فقضاهن سبع سموات في يومين ) يكون المجموع ثمانية أيام ، وليس ستة أيام، لكن إزالة هذه الشبهة متحققة بإزالة هذا الوهم، فالأرض خلقت في يومين، وخلق الرواسي وتقدير الأقوات قد استغرق ما تمم اليومين أربعة أيام، أي استغرق هو الآخر يومين، ثم استغرق خلق السموات السبع يومين، فكان المجموع ستة أيام من أيام الله ، سبحانه وتعالى