عقارب الساعة تشير إلى الثالثة صباحاً؛ حيث الناس يتأهبون لصلاة الفجر، خرج "سيد" لأداء الصلاة، وبعد عودته تناول الإفطار مع أسرته، ثم عادوا لاستكمال النوم مرة أخرى، ولكن القدر في هذه المرة أيقظهم على النيران، وهي تلتهم أجسادهم، حتى تفحموا إلى أن شعرت إحدى الجيران، والتي تقطن في الطابق الثاني من ذات العقار بانبعاث الأدخنة من أسفل باب الشقة بالطابق الثالث، إلى أن أطلقت الصراخ في محاولة إلى معاونة الجيران لإنقاذهم، ولكن كان الوقت فات ولقي 4 من الأسرة مصرعهم، وتم إنقاذ طفلة 8 سنوات.
"ناس بتوع ربنا".. بهذه الكلمات بدأت "أم. عمر" حديثها لـ "أهل مصر"، قائلة:" في الصباح اليوم خرجت إحدى السيدات التي تقطن في العقار المجاور لنا، تصرخ شقة الحاج " سيد" بتولع، خرج أهالي المنطقة متوجهين نحو منزل عم سيد في الطابق الثالث في محاوله لإنقاذهم، ولكن الباب مغلق والأسرة بالكامل داخل الشقة، فقام الأهالي بكسر باب الشقة، فوجدو أمامهم الحاج" سيد" في اللحظات الأخيرة بعد أن التهمت النيران جسده ولم يمر سوى دقائق قليلة وفارق الحياة.
وأضافت" أم عمر": "قام شباب الشارع بعدما تم الاتصال بالحماية المدنية بإحضار طفايات الحريق الموجودة في بعض المنازل لمحاولة إنقاذ باقي الأسرة، ولكن لم يستطيعو السيطرة على الحريق، والنيران تحاصر الأسرة مما جعل زوجة الحاج سيد تلقي بنفسها من شرفة المنور للفرار من النيران، لتسقط داخل أحد المحالات المغلقة المجاوره للعقار، وتصرخ والكل يلهو في الحادث، فقامت بإخراج يدها من تحت الباب ليشعربها المارة، ليكتشف أحد الجيران يدها ويحاول إنقاذها والباب مغلق، فقاموا بقطع الباب الحديدي لإنقاذها ولكن فارقت الحياة قبل إخراجها.
وأخذت طرف الحديث " م ، ج" 32 سنة إحدى شهود العيان، أن الحاج" سيد" يقطن في المنطقة من زمن، وكان رجل يعرف ربنا ودائماً بشوفه في كل وقت يذهب إلي المسجد، وزوجته الحاجة "ام سعيد" ست طيبة والشارع كله يحبهم لأنهم أسرة على خلق ومتدينين، حيث إن ابنتهم المطلقة وتعيش هي وأبنائها في شقة والدها في نفس الشقة وعندما التهمت النيران الشقة توفت ابنتة الحاج سيد وبنتها وتم نقل ابنتها الثانية مريم 8 سنوات إلى المستشفى في حاله حرجة.
وأضافت الشاهدة: "أن التكييف هو السبب الرئيسي في اشتعال النيران داخل الشقة، كما قال بعض رجال الشرطة، وذالك لكثرة استعماله لفترات طويلة، مما تسبب في ماس كهربائي داخل الشقة أثناء نومهم فالتهمتهم النيران ولم يستطع الجيران إنقاذهم، فتوفى الحاج سيد وزوجته وابنته المطلقة وبنتها وتم إنقاذ ابنتها مريم صاحبة 8 سنوات وتم نقلها إلي المستشفى لتلقي العلاج".
وتلقت غرفة عمليات الحماية المدنية بالقاهرة ، بلاغاَ باندلاع حريق بشقة سكنية بباب المنشر بحسن الأكبر فى عابدين، وعلى الفور انتقلت الأجهزة المعنية "وتمكنت قوات الحماية المدنية من خماد الحريق الذى نشب بشقة فى الدور الثالث بالعقار المكون من 5 طوابق فوق الأرضي، وأسفر الحريق عن 4 وفيات من أسرة واحدة "زوج وزوجة وأبنتهما وحفيدة 10 سنوات واصابة الطفله مريم 8 سنوات.