مع الساعات الأولى لتواجده في مصر، لتولي مهام منصبه الجديد في السفارة الإسرائيلية، تحيط «دافيد جوفرين» عدد من الأسئلة والملفات التي تتعلق بالعلاقة بين البلدين، خاصة بعد التقارب الملحوظ بين مصر وإسرائيل والتي تعد آخر مظاهرها زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تل أبيب ولقاء نتنياهو.
وقال الدكتور أحمد فؤاد، أستاذ الفكر الصهيوني بجامعة الإسكندرية، إن خطوة تغيير السفير ليست خطوة طبيعية لأن السفير السابق لم ينه مدته لكنه اعتذر عن استكمال منصبه، غير أن السفير الجديد لم يحضر أسرته معه، وذلك يعني أنه لديه إحساس بعدم تقبله اجتماعيًا.
وأضاف "فؤاد" في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر" أن السفير الجديد خليط من الأكاديمية والدبلوماسية، فهو حاصل على دكتوراة في تاريخ الشرق الأوسط، كما أنه محنك في السلك الدبلوماسي، لان مصر تتحفظ على الشخصيات غير الدبلوماسية.
وأكد الخبير في الشأن الصهيوني، أن السفير لن يكون أمامه ملفات جديدة في العلاقات المصرية الإسرائيلية،
وأنه لا علاقة لتغيير السفير بزيارة سامح شكري إلى تل أبيب الأخيرة، لكن اختيار السفير الجديد يعود لأنه عمل فترة طويلة في السفارة الإسرائيلية بمصر، حتى أنه تم تهديده بالموت خلال حضوره لمحاكمة الجاسوس عزام عزام، مضيفًا أن السفير يكون من ضمن اختصاصاته إقامة شبكات تواصل مع الإعلاميين والصحفيين والشخصيات العامة، وأنه سيحاول التحرك لتطبيع العلاقات «بشكل سري» مع شخصيات عامة على الأرض، وأنه ليس مخولًا أو مفوض إلا لنقل رسائل تبادلية ودعم التبادل الثقافي والاقتصادي.
وقال محمد أبو غدير الباحث في الشأن الإسرائيلي، إنه لابد من مراعاة الخلفية الاجتماعية والسياسية في التعامل مع إسرائيل، فهناك مستويين للعلاقات مع إسرائيل، أحدهما شعبي لا يمكن التدخل فيه لأنه لن ينتهي إلا بحل القضية الفلسطينية وتوقف الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، أما على المستوى الحكومي فهناك علاقات دبلوماسية بين البلدين، وهناك قضايا عالقة بين الطرفين، لا تغير فيها تغيير السفير لأن تعيين السفير حركة دبلوماسية.
ووصل «جوفرين»، مطار القاهرة الدولي، صباح اليوم الأحد، قادمًا من تل أبيب لتسلم مهام منصبه كسفير جديد لإسرائيل، خلفًا للسفير السابق حاييم كورين، الذي تقدم باستقالته.
يذكر أن دافيد جوفرين، الذي شغل منصب قنصل إسرائيل بالإسكندرية لمدة 3 سنوات، ترأس قسم الأردن ودول المغرب في وزارة الخارجية، وهي واحدة من أهم الإدارات بالخارجية الإسرائيلية، وعمل باحثًا بمعهد هاري ترومان لأبحاث السلام في القدس.
عمل لمدة 27 عامًا في وزارة الخارجية الإسرائيلية، وتسلم مهام عمله كرئيس قسم الأردن وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الإسرائيلية، عام 2009 وحتى اليوم، قبل تعيينه سفيرًا لمصر لدى إسرائيل، كما عين سفيرا لبلاده في المملكة الأردنية الهاشمية.
«جوفرين» حصل على وسام زمالة الأبحاث من معهد «أديلسون» للدراسات الاستراتيجية؛ نتيجة لعمله المتميز، ونال جائزة دكتوراة التميز من مركز «حاييم هرتسوغ» لدراسات الشرق الأوسط والدبلوماسية في إسرائيل آواخر 2015، وهو صاحب كتاب «رحلة إلى الربيع العربى» الذى عالج الكثير من تأثيرات ثورات الربيع العربي على المنطقة.