يزعم بعض الطاعنين في الإسلام مزاعم سبق أن رددها عدد من المستشرقين من أن القرآن الكريم الذى جاء به النبي محمد، رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن وحيا نزل له من السماء مع جبريل الأمين، ولكن حديث نفس وأمر ذاتى من داخل نفسه الصافية، وخياله الواسإع، وعقله المتوقد الذى أدرك به الحق من الباطل، والحسن من القبيح، والخير من الشر، وهو ما سبق أن قاله المستشرق بروكلمان، الذي حاول أن يدس السم في العسل فقال إن النبي محمد يأخذ كان بنفسه الصافية وعقله الواعي كان يدرك أن عقيدة الوثنية فاسدة، وهكذا نضجت فى نفسه الفكرة أنه مدعو إلى أداء هذه الرسإالة، رسالة النبوة، ولكن حياءه الفطرى حال بينه وبين إعلن نبوته فترة غير قصيرة، ولم تتبد شكوكه إل بعد أن خضع لحدى الخبرات الخارقة فى غار حراء. ذلك بأن تجلي له طائف هو الملك جبريل فأخبره بأن الله اجتباه لهداية الأمة وآمنت زوجه فى الحال برسإلته المقدسة، وتحرر هو نفسه من آخر شكوكه بعد أن تكررت الحالت التى ناداه فيها الصوت اللهى وتكاثرت. ولم تكد هذه الحالت تنقضى حتى أعلن ما ظن أنه قد سمعه كوحى من عند الله ، وهي المزاعم التي تروج لها صفحات الإلحاد حاليا بأن القرآن هو وحي نفسي من عند النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
اقرأ أيضا : تبت يدا أبي لهب وتب كيف عرف النبي محمد أن أبي لهب لن يسلم وسيموت كافرا ؟
هل القرآن الكريم وحيا نفسيا اعتقد النبي محمد أنه نزل عليه من السماء
وفكرة الوحى النفسي تقترب مما كان يصف به المشركون ما جاء به النبي من أنه أضغاث أحلام، وهى صورة لا يمكن قبوله منطقيا ذلك إن صورة الوحى النفسى كما صوروه مبنية على وجود معلومات وأفكار ً مدخرة فى العقل الباطن، وأنها تظهر فى صورة رؤى ثم تقوى فيخيل لصاحبها أنها حقائق خارجية ، فهل كان الدين الذى جاء به خاتم النبياء عليه الصلة والسلما بعقائده وتشريعاته فى العبادات والمعاملات، والحدود، والجنايات، والاقتصاد، والسياسة، والخلق والاداب، وأحوال السلم والحرب وقصص الأولين وقصص الأنبياء والتفاصيل الدقيقة عن بني إسرائيل وتنئبه بما سوف يحدث في المستقبل مثل انتصار الروم أو موت بعض المشركين على الكفر، مدخر في نفس النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وصدق الله العظيم إذ قال : تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ۖ ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هٰذا ۖ فاصبر ۖ إن العاقبة للمتقين