وسط عادات وتقاليد حازمة، قررت إيمان أبو القاسم، صاحبة الـ24 عامًا، تحدي تلك العادات وإنشاء أول جيم للسيدات بقرية المراشدة، التابعة لمركز الوقف، شمال قنا.
إيمان هي أول فتاة من نجع مكي بقرية المراشدة، تلتحق بكلية التربية الرياضية، وعقب تخرجها، شرعت في تحقيق حلمها، وهو توضيح ونشر أكثف لمفهوم الرياضة وممارستها بأنواعها، وتوصيلها للأهالي بطريقة صحيحة، مستهدفة بذلك السيدات والفتيات.
تقطن إيمان في قرية تحكمها عادات وتقاليد لا تسمح للسيدات والفتيات بمزيد من حرية الحركة والتنقل، الأمر الذي كان عائقا أمام إنشاء "جيم السيدات".
- أول جيم للسيدات بالمراشدة
تقول إيمان، "جاءتني الفكرة عندما وجدت أن بعض السيدات اللواتي يعانين من السمنة أو النحافة الشديدة، يحتجن للذهاب إلى أطباء في قنا، وأحيانا خارجها، في الوقت نفسه بعض المشكلات الجسدية يمكن حلها عن طريق الجيم".
طرحت إيمان فكرتها الأولى من نوعها في المركز عموما على والدتها في البداية، والأخيرة اقتنعت بالفكرة التي تتوافق مع دراسة ابنتها، وكان مصدر القوة الآخر هو تفهم والدها للفكرة التي تمنح إيمان فرصة لتكوين ذاتها في عمل تحبه.
على الجانب الآخر واجهت إيمان رفضًا من أبناء عمومتها، خشية استهزاء بعض الناس، لكن إصرارها كان جوابا نهائيا لذلك الرفض، في الوقت ذاته واجهت اقتراحات لإنشاء الجيم خارج القرية في المدينة، لوجود أناس أكثر وعيا عن القرية، وللاستفادة ماديا، لكن حلم إيمان كان يستهدف خدمة أهلها وقريتها.
- نجاح غير متوقع
بعد افتتاح الجيم ظل فترة، لا يتردد عليه أحد، وهذا ما توقعته إيمان، لأنها فكرة جديدة وداخل قرية، لذلك قررت تدريب بعض الفتيات مجانا من المقربات إليها، وبالفعل نجحت فكرتها بعد ظهور علامات النجاح في إنقاص وزنهن، وعندما شاهدن بنات القرية النتيجة بأعينهن قررن إقناع أهلهم، ومن هنا بدأ المشروع ينطلق.
لم تتوقع إيمان النجاح الذي حققه جيم السيدات بهذه الصورة المبهرة، حيث وجدت إقبالا كبيرا من قبل سيدات القرية، إلى جانب إقبال سيدات من مركز الوقف ومن المناطق المجاورة.
مع الوقت بدأ الجيم يعمل فترتين، بدلا من فترة واحدة، ما ساعد في تشغيل عمالة أخرى غير إيمان لكثرة الإقبال، لذلك أجرت إيمان تطوير مبسط للجيم حاليا بشراء بعض الأجهزة الأخري مثل السونا، أجهزة تدليك للجسم أجهزة الدامبلز بارات.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
