كيف أسرى الله بالنبي محمد للمسجد الأقصى ولم يكن بناء الأقصي موجودا وقت نزول سورة الإسراء ؟

صورة أرشيفية

يثير بعض المشككين في الإسلام شبهات حول حقائق ارتبطت بالعقيدة الإسلامية وهي شبهات أطلقها بعض الكارهين للمسلمين من قديم ولكن في الفترة الأخيرة فقد زاد التكثيف عليها لتحقيق أهداف مشبوهة، ومن هذه الشبهة ما يثار حول سورة الإسراء ، وفيه يقول المولى سبحانه وتعالى : سبحان الذي أسرىٰ بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا ۚ إنه هو السميع البصير ، فكيف أسرى الله سبحانه وتعالى بالنبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى والمسجد الأقصى لم يبنى إلا في عهد الخليفة الأموى الخامس عبد الملك بن مروان عام 73 هجرية أى بعد نحو مائة عام من نزول هذه السورة الكريمة.

اقرأ أيضا : هل كان القرآن الكريم وحيا نفسيا اعتقد النبي محمد أنه نزل عليه من السماء ولم ينزل به جبريل

كيف أسرى الله بالنبي محمد للمسجد الأقصى ولم يكن بناء الأقصي موجودا ؟

حول هذه الشبهة يقول الاستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، إن فرية ان المسجد الأقصى لم يكن موجودا وقت نزل سورة الإسراء فرية سيئة النية بدليل أن كل المصادر التاريخية لا تختلف على أن الخليفة عمر بن الخطاب صلى في المسجد الأقصى، وهو ما جاء فيما أورده ابن كثير في البداية والنهاية من أن عمر رضي الله عنه قد صلى بالمسجد الأقصى تحية المسجد، وصلى إماماً في صلاة الفجر، قال ابن كثير: "ويقال إنه لبَّى حين دخل بيت المقدس، فصلى فيه تحية المسجد بمحراب داود، وصلى بالمسلمين فيه صلاة الغداة من الغد، فقرأ في الأولى بسورة "ص" وسجد فيها والمسلمون معه، وفي الثانية بسورة بني إسرائيل" وسورة بني إسرائيل هي سورة الإسراء، كما جاء في مقدمة ابن خلدون أن الصابئة بنوا منذ آلاف السنين “هيكل الزهرة ” مكان الأقصى لمعرفتهم بقدسية المكان وكانوا يقربون إليه الزيت فيما يقربونه ويصبونه على الصخرة التي هناك، وقد تم مكان التنسك والعباد في الموقع الذي عرف فيما بعد بالمسجد وهدم عدة مرات وهو ما ورد ذكره في إنجيل متى الإصحاح 24 : 2 وفي إنجيل مرقس الإصحاح 13 : 2 وفي إنجيل لوقا الإصحاح 21 : 6، ويذكر العهد القديم أيضا أن نبى الله إبراهيم عليه السلام إلى موطنه في بيت المقدس وجدد بناء المسجد الأقصى، فقد هاجر من العراق إلى بيت المقدس عام 1850 ق.م وقابل ملك القدس الكنعاني الموحد “ملكي صادق”. ومعلوم تاريخياً أن بين إبراهيم وسليمان عليهما السلام مئات السنين فإن كتب التاريخ تقدر حكم سليمان عليه السلام لبيت المقدس في الفترة 970-931 ق.م. كما جدد يعقوب عليه السلام بناءه وقد أراد داود عليه السلام تجديده ولكنه توفي فجدده ابنه سليمان عليه السلام بما يسمى هيكل سليمان، وقد دُمر الهيكل وسبي اليهود على يد نبوخذنصر البابلي عام 587 ق.م. وظل مكان المسجد الأقصى موجودا يتعبد فيه الناس بدون بناء وكان عبارة عن أرض واسعة تحيط بها أثار البناء القديم المتهدم، إلى أن فتح المسلمون بلاد الشام وبني الامويون المسجد الأقصى

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً