سادت ثورة غضب بين أهالى محافظة المنيا، جراء إعلان إحدى الأسر عن وفاة نجلتهم أثناء إجراء عملية ولادة قيصرية للمرة الأولى بعد زواجها الذى لم يمضي عليه سوى عام واحد فقط، حيث كانت تنتظر وضع مولودها الأول بين أحضان والده، لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة داخل أحد المراكز الطبية غير المجهزة لدى إحدى طبيبات النساء والتوليد بالمحافظة، حتى تحولت الواقعة إلى قضية رأى عام، مطالبين بوقف الطبيبة عن العمل لكونها لم تكن واقعة الإهمال الأولى لها بحسب قولهم، كذلك مناشدين الأجهزة الأمنية بسرعة ضبط الطبيية.
صرخات مفزعة خرج صداها من إحدى الغرف الملحقة بمركز طبى خصص لعمليات الولادة، وقفت طبيبة النساء غارقة فى الدماء تستغيث بأسرة الزوجة التى تضع مولودها الأول منذ زواجها التى لم تحل ذكراه الأولى حتى الآن، كى يتم نقل الزوجة إلى أقرب مستشفى وإنقاذها من الموت، لتبدأ قصة مأساوية عاشتها وتعايشت معها أسرة الزوجة الشابة على مدار عدة أيام متتالية.
يقول "إسلام يحيي" زوج "نورهان طارق"، الزوجة الشابة،: "ذهبنا إلى الطبيبة لتحديد موعد بديل لزوجتي نظرًا لمعاناتها من ارتفاع ضغط الدم، وبالفعل كتبت لنا على دواء للضغط وفى يوم الولادة قامت الطبيبة بإعطاء زوجتى محلول ملح رغم معاناتها من ارتفاع فى الضغط ورغم إشارة شقيقة زوجتى بأنه من الخطأ إعطاء المريض محلول ملح مع ارتفاع الضغط، إلا أنها قالت لها "انتى هتفهمى عنى".
وتابع "أنه بعد مرور أول ربع ساعة، سمعنا صوت المولود، مضت ساعتان وزوجتى داخل غرفة العمليات، فدخلت شقيقة زوجتى برفقة والدتها وفتحا الباب من الأسفل وخرجت الطبيبة غارقة فى الدماء والأرض تكسوها الدماء، مطالبة بسرعة نقل "نور" إلى مستشفى بها عناية مركزة، وتساءلت شقيقة زوجتى أين طبيب التخدير فأجابتها الطبيبة لا يوجد طبيب تخدير أنا من أقوم بالتخدير وبالعملية".
وأضاف الزوج: "هرعت لإحضار سيارة إسعاف لنقل زوجتى إلى المستشفى، ولا توجد أى حركة لزوجتى بشكل نهائي.. وصلنا المستشفي وتم عمل صدامات للقلب لكن لا حياة لمن تنادى وأخبرنا الأطباء أن الحالة متوفية من قبل الوصول إلى المستشفى بفترة أى توفيت فى العيادة، ثم اتهمت شقيقة زوجتى طبيبة النساء والتوليد مارى ش بأنها من قامت بقتل شقيتي حتى رد عليها مفتش الصحة قائلًا أنتى قد الكلام ده وستتحملين عواقبه وستشرح الجثة وتنتظر فترة فى التشريح".
وأكمل الزوج: "أنا خفت من كلام الطبيب مفتش الصحة مما اضطرنى للقول إن زوجتى توفيت فى المنزل بعد وصولها بساعتين، حتى نتمكن من الحصول على التصريح بدفن الجثة، لكننا شعرنا أنى وأسرة نورهان أننا ظلمناها، لذا حررنا بلاغًا ضد مفتش الصحة، وتراجعت عن كلامى وحررت محضرًا بالنيابة خاصة عقب أن علمنا أن مفتش الصحة قام بمنح الطبيبة المتهمة التقرير الطبي، رغم أنه لابد أن يصل التقرير فقط لوكيل النيابة لكن كيف وصل إلى الطبيبة المتهمة؟".
وتابع: "ذهبنا للحصول على إخطار لتسجيل المولود ففوجئنا بمحامى الطبيبة المتهمة يساومنا على مبالغ مالية، فى أقوالى أمام النيابة العامة حاولت جاهدًا إثبات أن هناك ارتباط ما بين الطبيبة المتهمة ومفتش الصحة، شعرت أنهما عصابة، أنا لم أكن أعلم أن هناك حالات أخرى ضحايا للطبيبة من قبل زوجتي، وحينما فجرت أزمة زوجتى إنهال الأهالى بالمحافظة للإعلان عن الضحايا القدامى".
وقال: "أنا أنفقت من وقت الحمل إلى الولادة فى حدود 13 ألف جنيه بواقع 50% من الأدوية كنت أقوم بشرائها من الطبيبة، حيث إنه تلك الأدوية توجد لدى الطبيبة فقط، فى حين أنفقت فقط على عملية الولادة 3 آلاف جنيه، وتم استخراج جثة زوجتى من المقابر بعد دفنها وتم تشريحها من قبل طبيب شرعى ونحن فى انتظار تقرير الطبيب الشرعى".
وأردف: "لجأت لمديرية الصحة بالمنيا وقمت بتقديم شكوى ضد الطبيبة، وأوضحت فى مذكرتى المقدمة لوكيل وزارة الصحة بالمحافظة الدكتورة أمنية رجب، أن الطبيبة هى المتسببة فى وفاة زوجتى بسبب إهمال جسيم"، مخاطبًا المحامى العام للإسراع فى اتخاذ الإجراءات اللازمة كى يتم إنقاذ حالات جديدة كى لا تهرب الطبيبة المتهمة خارج البلاد، كما خاطب أهالى المحافظة بالوقوف إلى جانب قضيته لكون الطبيبة تستند على بعض الحصانات، وهذا ما قاله المحامي الخاص بها: "يا ابنى احنا هنراضيكم واللى انتم عايزينه واللى بتعملوه ملوش فايدة ستغلق العيادة شهر ثم تعود للعمل مرة أخرى".
اقرأ أيضا.. حكاية "بيت النار" في المنيا.. تشتعل فيه النيران بشكل مفاجئ.. أصحاب المنزل:"بنام فى الشارع.. ومعالج روحاني: الأمر صعب حله
كانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن المنيا، قد تلقت بلاغا من «إسلام يحي»، يتهم فيه « م ش » طبيبة نساء وتوليد بالإهمال الطبى والتسبب فى وفاة زوجته «نورهان طارق» خلال إجراء عملية ولادة قيصرية لها داخل مركز طبى تابع للطبيبة.
وقال المبلغ فى المحضر، أن الطبيبة لم تستعن بطبيب تخدير داخل المركز وقامت بالتخدير وإجراء العملية، ثم خرجت عقب مرور ساعتين تستغيث لنقل زوجتى إلى أقرب مستشفى حينها تقرر نقل زوجتى وقد فارقت الحياة قبل وصولها إلى المستشفي، كما أننى أتهمت مفتش الصحة بالمستشفى للتواطؤ مع الطبيبة.
وتحرر عن الواقعة المحضر رقم ٧٩٥٦ إدارى لسنة ٢٠١٩، وتولت النيابة العامة التحقيقات.