يحاول المشككون في القرآن الكريم أن يثيروا الشبهات حول آيات القرآن الكريم، ومن هذه الشبهات الزعم بأن القرآن الكريم يتضمن أخطاء نحوية ولغوية، ومن ذلك الزعم بأن هناك خطأ نحوي ولغوي في قوله تعالى في سورة البقرة : مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون، وفي هذه الآية جعل الضمير العائد على المفرد جمعا، فهل يمثل هذا خطأ لغوي أو أعرابي؟ حول هذه الشبهة يقول بقلم الدكتور عبد الرحيم الشريف، استاذ التفسير والقرآن الكريم في جامعة الزرقاء في الأردن، أن من روعة البيان القرآني أن جعل الضمير العائد على المفرد جمعا، ذلك لأن الذي يشعل النار هنا شخص واحد، لكن ضوء هذا النار يعود على الجمع وهم جميع الناس الذي يستوقد لهم هذا الشخص النار.
اقرأ أيضا : وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما كيف تغرب الشمس في فتحة البركان هل القرآن يناقض الحقائق الفلكية ؟ هل يعود ضمير الجمع على المفرد وهل في الأية خطأ لغوي ؟
وفي تفسير الطبري قوله تعالى : مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون"ـ أن الهاء والميم " في قوله " ذهب الله بنورهم "، عائدة على " الهاء والميم " في قوله " مَثَلهم "، وأوضح الطبري في تفسيره أن هذه صفة المنافقين. كانوا قد آمنوا حتى أضاءَ الإيمانُ في قلوبهم، كما أضاءَت النارُ لهؤلاء الذين استوقدوا، ثم كفروا فذهب الله بنورهم فانتزعه، كما ذهب بضوء هذه النار، فتركهم في ظلمات لا يبصرون